-A +A
«عكاظ» (نيويورك) Okaz_online@

جددت المملكة العربية السعودية تأكيد التزامها الراسخ واهتمامها الشديد بمكافحة آفة الإرهاب، وانخراطها القوي مع الأمم المتحدة كما أوضحت أن المملكة تدعم النهج الناعم في مكافحة الإرهاب، من خلال حملات التوعية، وإشراك الشباب وتعزيز التسامح ورعاية ضحايا الإرهاب.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها يوم أمس (الجمعة)، القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار محمد عبدالعزيز العتيق، أثناء الإحاطة السنوية على مستوى السفراء للدول الأعضاء لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأشار العتيق إلى أن المملكة تولي كذلك أهمية قصوى لتعزيز ثقافة السلام والحوار، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من التعاون واستدامة العلاقات، وهو ما ينعكس في الشراكة القائمة بين مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات وتحالف الأمم المتحدة للحضارات في مجال تعزيز السلام والحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، ودعم مبادرة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة لصياغة خطة عمل تهدف إلى حماية دور العبادة، ومواجهة الهجمات التي تتعرض لها أماكن العبادة والمصلين في جميع أنحاء العالم.

وقال العتيق: إن شراكة المملكة مع الأمم المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، تتمثّل في كون المملكة أكبر مساهم في إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي أسس عام 2011، فضلاً عن دورها الرائد في رئاسة المجلس الاستشاري للمركز، والدعم الذي تقدمه له لبناء قدرات الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب، وفي المساعدة على تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية في هذا المجال، والتي تضمنت في استعراضها السابع في يونيو 2021 عناصر مهمة مستمدة من أولويات الدول الأعضاء.

وأكد أن المملكة العربية السعودية تعمل باستمرار على تعزيز التعاون متعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب مع الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم بين مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب و«اعتدال» (المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف) وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي تم التوقيع عليها في عام 2021، جاءت لتعزز هذه الشراكة التي ما فتئت تتعمق أكثر من خلال انخراط المملكة والمركز في وضع خطط عمل شاملة للأولويات الإقليمية.

وأضاف العتيق: تركز هذه الأولويات على تبادل المعلومات وأفضل الممارسات وتنفيذ خطط العمل من خلال عقد ورش دولية، ومناقشة موضوعات مهمة تعتبرها المملكة العربية السعودية حاسمة في مكافحة الإرهاب، مثل إقامة الشراكات التي تركز على تطوير المشاريع والأنشطة المشتركة المتعلقة ببناء القدرات وأمن الحدود والأمن السيبراني، ومكافحة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية والتصدي لتمويل الإرهاب.

كما أوضح أن المملكة تدعم النهج الناعم في مكافحة الإرهاب، من خلال حملات التوعية، وإشراك الشباب وتعزيز التسامح ورعاية ضحايا الإرهاب، مشيراً إلى أن المملكة تولي كذلك أهمية قصوى لتعزيز ثقافة السلام والحوار، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من التعاون واستدامة العلاقات، وهو ما ينعكس في الشراكة القائمة بين مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات وتحالف الأمم المتحدة للحضارات في مجال تعزيز السلام والحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، ودعم مبادرة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة لصياغة خطة عمل تهدف إلى حماية دور العبادة، ومواجهة الهجمات التي تتعرض لها أماكن العبادة والمصلين في جميع أنحاء العالم.

من جهة أخرى، أكدت المملكة العربية السعودية، ضرورة أن يكون التنوّع بين الأديان والمعتقدات والثقافات المختلفة، مصدراً لتقوية أواصر الأخوة الإنسانية، لا أن يكون مصدر ضعف وانقسام.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها المستشار محمد عبدالعزيز العتيق، في الفعالية التي نظمها مكتب تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة يوم أمس، بالشراكة مع البعثتين الدائمتين لمصر والإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، احتفاءً باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

وقال العتيق في كلمة المملكة: إن العالم بحاجة الأخوة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، لاسيما في ظل الصراعات والانقسامات التي تمزق العالم وانتشار خطاب الكراهية، فضلاً عن التهديدات المرتبطة بالأمراض والأوبئة.

وأضاف: لقد شاركت المملكة العربية السعودية بكل سرور، إلى جانب أشقائها الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، في التقدم باقتراح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجعل من يوم الرابع من فبراير، يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، وذلك انطلاقاً من إيمان المملكة الراسخ، بأن الأديان والمعتقدات المختلفة وكذلك التنوع الثقافي بين المجتمعات البشرية، لا تبرر أبدًا الصدام، بل تدعو إلى تقوية أواصر الأخوة الإنسانية.

وأشار العتيق إلى أن جهود المملكة في هذا الصدد، تتجلّى في تعزيز أواصر الأخوة الإنسانية، وتعزيز ثقافة السلام من خلال المبادرات المحلية والدولية التي تطرحها لمواجهة صعود إيديولوجيات التطرف والإرهاب، ومكافحة خطاب الكراهية، ومن الأمثلة الدالة على ذلك إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID)، وتأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن الدور الحيوي الذي تقوم به المملكة من خلال شراكتها مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ودعم خطة عملها وأنشطتها وبرامجها، ثم إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال).

واختتم العتيق كلمة المملكة قائلاً: إننا نغتنم هذه الفرصة لتذكير المجتمع الدولي، بأن مبدأ الأخوة الإنسانية هو ما يربطنا جميعاً، وأنه من الضروري جعل خلافاتنا مصدر قوة بدلاً من مصدر ضعف.