محطة فحص متنقلة بولاية كونيكتيكت الأمريكية. (وكالات)
محطة فحص متنقلة بولاية كونيكتيكت الأمريكية. (وكالات)




أحد شوارع حي سوهو في لندن خالٍ من المارة. (وكالات)
أحد شوارع حي سوهو في لندن خالٍ من المارة. (وكالات)
طابور انتظار فحص كوفيد في سيدني. (وكالات)
طابور انتظار فحص كوفيد في سيدني. (وكالات)




امرأة ترقب موكباً جنائزياً في أحد شوارع سويتو بجنوب أفريقيا. (وكالات)
امرأة ترقب موكباً جنائزياً في أحد شوارع سويتو بجنوب أفريقيا. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يوم «مليوني» ثانٍ من أيام سلالة أوميكرون، التي تروّع الإنسانية في أرجاء المعمورة كافّة. فخلال الساعات الـ 24 الماضية قفز العدد التراكمي لإصابات العالم منذ بدء نازلة فايروس كورونا الجديد إلى 283.24 مليون إصابة حتى منتصف نهار الأربعاء. وذلك بعد يوم شهد 912508 إصابات جديدة، بحسب مرصد صحيفة «نيويورك تايمز» للأزمة الصحية العالمية؛ أو 1.3 مليون حالة جديدة بحسب مرصد بلومبيرغ. وشهد الثلاثاء وفاة 6288 شخصاً بكوفيد-19 في أنحاء العالم. ولا يمكن القول إن أوميكرون سجلت انخفاضاً في إصاباتها في أي مكان. وكانت الولايات المتحدة- التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً من كثرة الإصابات والوفيات- الأشد ضرراً؛ إذ سجلت الثلاثاء 377014 حالة جديدة، رافقتها 1243 وفاة إضافية. ولذلك كان طبيعياً أن يرتفع العدد التراكمي لإصابة الدولة العظمى أمس إلى 54.15 مليون إصابة. وكان الثلاثاء اليوم الثاني على التوالي الذي يسجل فيه العالم أكثر من مليون إصابة في يوم واحد. وتعاني الولايات المتحدة على وجه الخصوص من هجمة مزدوجة تشنها سلالتا دلتا وأوميكرون في آنٍ واحد. وكتبت «نيويورك تايمز» أمس (الأربعاء) أن متوسط عدد الإصابات الجديدة الثلاثاء بلغ 267 ألفاً يومياً خلال الأيام الـ 7 الماضية. ومن المفارقات أن هذه المِحنَة التي تدهم أمريكا تأتي مع دخول وباء كورونا العالمي سنته الثالثة. وكان المتوسط القياسي لعدد الإصابات الجديدة هناك 251232 حالة يومياً في 11 يناير 2021. وتشهد أمريكا تزايداً مثيراً للقلق في عدد الحالات المنومة بالمشافي، بمعدل 71 ألفاً يومياً. وتشهد الدولة العظمى تزايداً مماثلاً في وفياتها بالوباء، بمعدل 1243 وفاة يومياً. وعلى رغم أن تلك الأرقام تكاد لا تعني شيئاً مقارنة بنظيرتها في يناير 2021؛ فإن أوميكرون أذهلت العلماء الأمريكيين بقدرتها الفائقة على اصطياد المحصّنين بلقاحات كوفيد-19. وفيما تئن مشافي أمريكا تحت وطأة التنويم المتزايد، تعاني المشافي نفسها ضغوطاً جمّة جراء تزايد تغيب كوادرها الصحية، بسبب الإصابة بأوميكرون. وبعدما أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها منذ أيام أن أوميكرون هيمنت على 73% من إصابات البلاد؛ تراجعت الليل قبل الماضي لتتدنى بالنسبة إلى 59%. واستمد الأمريكيون تشجيعاً أمس من نتائج دراسة مخبرية في جنوب أفريقيا لإفادت بأن المتعافين من الإصابة بأوميكرون تتكون في أجسامهم مناعة قوية قادرة على صد عدوى سلالة دلتا.

أما في بريطانيا؛ فإن الحال ليست أقل سوءا وإثارة للقلق. فقد أعلنت الخدمة الصحية الوطنية فجر الأربعاء أن عدد الإصابات الجديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية بلغ 129471 حالة. وهي المرة السادسة خلال أسبوع التي يتجاوز فيها عدد الإصابات الجديدة حاجز الـ 100 ألف. وأضافت أن الرقم الجديد لا يشمل إصابات مقاطعتي ويلز وآرلندا الشمالية. وقالت إن اليوم التالي لعيد الميلاد (بوكسينغ داى، 26 ديسمبر الجاري) شهد تنويم 1374 شخصاً، بارتفاع 50% عن اليوم السابق.


ولم تكن أستراليا، وهي إحدى أبرز دول رابطة الشعوب البريطانية (كومونويلث) بمنأى عن تفاقم الأزمة الصحية. فقد سجلت كبرى مقاطعاتها نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) 11201 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ بارتفاع نسبته 87% عن اليوم السابق. وفيما شكت مشافي المقاطعة من ارتفاع عدد حالات التنويم؛ قال رئيس وزرائها دومينيك بيروتيت أمس إن ذلك العدد من الحالات الجديدة لن يؤدي إلى إغراق المشافي بالمرضى، لأن 94% من سكان نيو ساوث ويلز حصلوا على اللقاحات المناوئة لكوفيد-19. وأكد أن الإغلاق ليس من بين الخيارات التي تدرسها حكومته. وكانت سلالة دلتا تسببت في إغلاق سيدني لمدة 107 أيام من يوليو إلى أكتوبر الماضي. ومن المقرر أن يعقد حكام مقاطعات أستراليا الثماني ورئيس الوزراء الاتحادي سكوت موريسون اجتماعاً اليوم (الخميس)، لدرس سبل الاستمرار في تخفيف القيود الصحية، على رغم ارتفاع الإصابات الجديدة. وتخلت أستراليا عن سياسة استئصال شأفة الفايروس، لتعتنق مبدأ التعايش معه، اعتماداً على اللقاحات والأدوية الجديدة. وعلى رغم أن دراسات أخيرة أكدت أن أعراض الإصابة بسلالة أوميكرون قد تكون أقل خطورة من بقية سلالات فايروس كورونا الجديد؛ إلا أن علماء أستراليا حذروا من أن تزايد الإصابة بأوميكرون سيعني تنويم مزيد من المرضى، وهو ما سيتسبب بضغوط مكثفة على الطاقة الاستيعابية للمرافق الصحية.

وقريباً من أستراليا؛ أعلنت نيوزيلندا أمس (الأربعاء) أنها سجلت أول إصابة محلية بسلالة أوميكرون، لشخص قدم إلى أوكلاند من بريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري. وأشارت الصحف المحلية إلى أن الرجل القادم من المملكة المتحدة جاءت النتيجة إيجابية لفحص خضع له في اليوم التايع من فترة عزله صحياً بعيد وصوله. وكانت نتيجته سالبة ثلاث مرات قبل ذلك.

**********

إصابات الإمارات ترتفع 10 أضعاف

أعلنت الإمارات أمس (الأربعاء) أنها سجلت 665 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الأساعات الـ 24 الماضية، بارتفاع 10 أضعاف عما كان عليه الوضع هناك مطلع ديسمبر الجاري، حين كان عدد الحالات الجديدة يقل عن 100 يومياً. لكن الحكومة الإماراتية أكدت أمس أن عدد حالات التنويم في المشافي لا يزال متدنياً. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة نورة الغيثي ليل الثلاثاء إن الوضع في مستشفيات البلاد «مستقر». وعمدت حكومة إمارة أبو ظبي إلى تشديد التدابير الاحترازية جراء الارتفاع الحالي في عدد الإصابات الجديدة. وشددت على أن الأشخاص المحصّنين باللقاح سيكونون بحاجة إلى التصريح الأخضر (شهادة التحصين) على هواتفهم النقالة اعتباراً من اليوم (30 ديسمبر) لدخول الإمارة. أما غير المطعّمين فسيكون لزاماً عليهم إبراز نتيجة سالبة لفحص حديث. وكانت أبو ظبي قررت (الإثنين) تشديد القيود الصحية في شأن المناسبات الاجتماعية داخل الأماكن المغلقة والمفتوحة- على حد سواء، علاوة على الاحتفالات العائلية. وكانت الإمارات سباقة إلى تطعيم غالبية سكانها البالغ عددهم 10 ملايين نسمة. وتقول إنها نجحت في إعطاء الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاحات كوفيد-19 إلى 30% من السكان حتى الآن. وأدت المخاوف من تفشي أوميكرون في الإمارات إلى هبوط البورصة الإماراتية أمس بنحو 1%، وهو الهبوط الأعلى بين البروصات الخليجية. وعلى رغم ارتفاع الإصابات أخيراً؛ إلا أنه لم تصاحبها أية وفيات منذ 22 الجاري. وحضت الحكومة أي شخص من سكانها تجاوز عمره 18 عاماً على المسارعة للحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة، بعد ستة أشهر من حصوله على الثانية.