التأكد من شهادات التحصين قبل مباراة مانشستر يونايتد وبريتفورد الليل قبل الماضي.
التأكد من شهادات التحصين قبل مباراة مانشستر يونايتد وبريتفورد الليل قبل الماضي.




ممرضتان تجهزان جثة شخص توفي بكوفيد تمهيداً لإرسالها للمشرحة. (وكالات)
ممرضتان تجهزان جثة شخص توفي بكوفيد تمهيداً لإرسالها للمشرحة. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
أوميكرون..

هلتطيح بدلتا؟


يتساءل علماء: هل ستقوم أوميكرون بإقصاء دلتا من المشهد العالمي؟ وهل ستكون السلالات القادمة من نسل أوميكرون أم أن العالم سيشهد سلالات أخرى ذات خصائص تنفرد بها وحدها؟ إذا كانت جنوب أفريقيا هي المعيار، بحكم أنها وقعت في حبائل دلتا، على رغم اكتشاف سلالة بيتا في أراضيها السنة الماضية؛ فإن تجربتها تشير إلى أن الموجة الرابعة التي تجتاحها حالياً تقودها أوميكرون بالأساس. وظهر خلال هذه الهجمة أن أوميكرون تملك قدرة عالية على سرعة التفشي، ونجحت إلى حد كبير جداً في الإطاحة بسلالة دلتا، التي سادت المشهد الصحي هناك في أتون الموجة الثالثة التي اندلعت منتصف 2021. وفيما يرجح علماء جنوب أفريقيا، أن أوميكرون ستكون أساساً للتحورات الوراثية للسلالات القادمة؛ يرى آخرون أن تعميم هذه التوقعات على أرجاء العالم الأخرى سابق لأوانه، خصوصاً ما إذا كانت أوميكرون ستختطف الهيمنة من دلتا، أم أن العالم سيظل يشهد تفشياً مزدوجاً لهاتين السلالتين.

هل بات ثمة مهرب من أوميكرون؟ كل الدلائل تشير إلى أن وباء (كوفيد-19) العالمي أضحى وباء أوميكرون. ورجحت منظمة الصحة العالمية الليل قبل الماضي أن يكون لأوميكرون حضور في كل مكان في العالم، حتى لو لم يتم اكتشافها مخبرياً. وأعاد هذا الهجوم غير المسبوق من هذه السلالة المتحورة وراثياً العالم إلى أسوأ الفترات التي عاشها في أتون الأزمة الصحية التي لا تبدو لها نهاية. فقد عادت دول إلى الإغلاق، وتشديد القيود الوقائية. وأبلغت دول عن عدد لم يسبقه مثيل من الإصابات الجديدة والوفيات. وأضحى معتاداً أن تعلن هذه الدولة أو تلك أنها اكتشفت إصابة أو اثنتين بسلالة أوميكرون. وقفز العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في أواخر عام 2019 إلى 272 مليون إصابة فجر الخميس؛ نجمت عنها 5.34 مليون وفاة. وتتواصل الهجمة الوحشية المزدوجة من قبل سلالتي دلتا وأوميكرون بمعدل 600 ألف إلى 700 ألف حالة جديدة يومياً. فقد سجلت الدول (الأربعاء) 607.580 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، رافقتها 6995 وفاة إضافية. وبالطبع فإن الولايات المتحدة -المتضرر الأكبر عالمياً- كانت الأكثر إصابة الثلاثاء، بـ122.054 حالة جديدة، و1285 وفاة إضافية. وبسبب التباين في المعايير الإحصائية، أعلنت مراصد وبائية أمريكية أمس -خصوصاً مرصد جامعة جونز هوبكنز في واشنطن- ارتفاع عدد وفيات أمريكا إلى أكثر من 800 ألف وفاة، وهو رقم يستحق التأمل والخوف في آنٍ معاً. غير أن مرصد موقع ويرلدأوميتر، الذي يتم تحديثه على مدار ساعات اليوم، يشير إلى أن عدد وفيات أمريكا بالوباء حتى الأربعاء هو 821.335 وفاة، ناجمة عن 51.14 مليون إصابة. وذكرت أسوشيتد برس أن عدد وفيات أمريكا بالوباء يعادل عدد سكان ولايتي مينيسوتا وكليفلاند مجتمعتين؛ بل يعادل عدد وفيات أمريكا سنوياً بمرض القلب، أو الجلطات. وعلى رغم أن الولايات المتحدة لا تمثل سوى نحو 4% من سكان العالم؛ إلا أن عدد وفياتها بـ(كوفيد-19) يمثل نحو 15% من وفيات العالم بهذا الفايروس، البالغ 5.34 مليون بحسب أرقام الأربعاء. ومع ذلك فإن العدد الحقيقي لوفيات أمريكا والعالم بالفايروس قد يكون في حقيقته أكبر من ذلك بكثير، بسبب تجاهل ذكر كوفيد في شهادات الوفاة، وبسبب إخفاء عدد الوفيات بالوباء في بعض الدول. وذكر نموذج حسابي أعده باحثو جامعة واشنطن أنهم يتوقعون أن يصل عدد وفيات أمريكا بالفايروس إلى أكثر من 880 ألفاً بحلول أول مارس 2022. وتمر الولايات المتحدة بهذا المنعطف المهم وهي تعاني الأمرّين من تسارع تفشي الإصابات بسلالة دلتا، التي وصلت إلى الأراضي الأمريكية خلال النصف الأول من 2021، وأضحت تهيمن اليوم على جميع الإصابات في البلاد؛ في وقت بلغت فيه هيمنة أوميكرون نحو 3% من إصابات أمريكا حتى أمس.

وبدا الوضع كأسوأ ما يكون في بريطانيا أمس؛ حيث قال عالم مكافحة الأوبئة بجامعة الملك في لندن البروفيسور تيم سبكتر، إن أوميكرون فاشية في لندن بأوسع نطاق؛ وقال المحاضر بجامعة برسيتول البروفيسور آدم فين أمس، إن الإصابات بأوميكرون قد ترتفع إلى مليون إصابة يومياً بحلول نهاية الشهر الجاري.

وبدأ أمس في بريطانيا العمل بالإرشادات الإلزامية الجديدة، وقالت وزارة الصحة البريطانية الأربعاء إن عدد الإصابات الجديدة بأوميكرون بلغ 4700 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وحذر مسؤولون صحيون من أن العدد يتضاعف كل يومين. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» أمس عن تقارير الخدمة الصحية الوطنية ما يفيد بأن تشارع تفشي أوميكرون يعني أن عدد الخاضعين للعزل الصحي سيزيد أربعة أضعاف على عددهم في 25 ديسمبر 2020. وسيصبح إلزامياً في بريطانيا اعتباراً من أمس (الأربعاء) أن يدخل الفرد في حال شعوره بأعراض الوباء العالمي في عزلة صحية تستغرق 10 أيام.