عمال بالأجر اليومي ينتظرون أرزاقهم في أحد شوارع مموباي. (وكالات)
عمال بالأجر اليومي ينتظرون أرزاقهم في أحد شوارع مموباي. (وكالات)




موظفون حكوميون بانتظار الحصول على اللقاح في إسلام آباد. (وكالات)
موظفون حكوميون بانتظار الحصول على اللقاح في إسلام آباد. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
هل ثمة ما يبرر التفاؤل بأن نازلة كوفيد-19 ماضية صوب التحسن، والتضاؤل، ثم التلاشي؟ قد يكون هناك محللون أو خبراء قادرون على رسم صورة زاهية لمقبل الأيام. لكن إذا كانت الأرقام هي الفيصل، فإن الحقيقة شيء آخر مختلفٌ تماماً. فقد ارتفع العدد التراكمي للإصابات في العالم أمس (السبت) إلى 176 مليون إصابة. وطبيعي أن يقود ذلك إلى ارتفاع في عدد الوفيات الذي بلغ أمس 3.80 مليون وفاة. واشتد التنافس في البؤس الصحي بين الولايات المتحدة والهند. ففيما ارتفع عدد إصابات أمريكا أمس إلى 34.31 مليون؛ قفز عدد مصابي الهند أمس إلى 29.36 مليون إصابة. واتسعت الهوة بين الإصابات في الهند ومنافستها سابقاً البرازيل، إذ بلغ عدد مصابي البرازيل أمس 17.30 مليون. لكن البرازيل تحتكر المرتبة الثانية عالمياً لجهة عدد الوفيات بهذا الوباء. فقد سجلت 484350 وفاة، تالية لأمريكا التي أضحى عدد وفياتها أمس 614738 وفاة. وتحتفظ الهند بالمرتبة الثانية عالمياً من حيث كثرة الإصابات، والثالثة عالمياً من حيث عدد الوفيات (367097 وفاة). وأدى المشهد الوبائي المروع إلى انضمام الأرجنتين أمس إلى الدول التي رزئت بأكثر من 4 ملايين إصابة. وبلغت جملة وفياتها بالوباء 84628 وفاة. كما ازداد البؤس الصحي في إيران أمس بانضمامها إلى نادي الدول التي رزئت بأكثر من 3 ملايين إصابة، علاوة على 81796 وفاة. وإيران هي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تردت صحياً لهذه الدرجة البئيسة. وهو تردٍّ يختصر كل «عورات» نظام الملالي، من حيث انعدام التخطيط، وإهمال حماية المواطنين، وسوء إدارة الأزمة الصحية.

2021: أرقام مفزعة


على رغم أن العام 2021 قطع نصفه الأول لتوّه؛ إلا أن عدد الأشخاص الذين توفوا خلاله بوباء كوفيد-19 يفوق عدد وفيات 2020 بالوباء نفسه. وهو ما يؤكد أن الوباء العالمي لا يزال موجوداً، ومتزايد القوة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس أن الأشهر الستة المنصرمة من 2021 شهدت وفاة 1.88 مليون شخص بكوفيد-19، بحسب أرقام جامعة جونز هوبكنز. وبينما تتباهى الدول الغنية الكبرى بأنها دحرت فايروس كورونا الجديد، ولم تعد الإصابات الجديدة هماً يؤرقها، بفضل توسعها في حملات التطعيم باللقاحات المضادة لكوفيد-198؛ فإن الفايروس يجتاح بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية بوحشية، ويزيد عدد وفيات العالم بشكل مفزع، ليصل أمس إلى 3.8 مليون وفاة منذ اندلاع الجائحة. غير أن الأخبار الحسنة تتمثل في معدل الوفيات الأسبوعي آخذ في الانخفاض خلال الأسابيع الأخيرة، إلى أقل من 10 آلاف وفاة أسبوعياً، وهو معدل منخفض لم يشهد له العالم مثيلاً إلا في أواخر سنة 2020.

ولم تؤد اللقاحات التي توافرت بكثرة للدول الغنية الكبرى لشيء سوى تعميق الهوة بين أغنياء العالم وفقرائه. ففيما يصل عدد من تم تحصينهم في أمريكا وبريطانيا أكثر من نصف عدد السكان البالغين؛ لا يزيد عدد المطعّمين في أفريقيا على 2%، و6% بالنسبة الى آسيا.

وعلى رغم ذلك فإن الدول الكبرى لا تزال تعاني. فقد أعلنت السلطات الصحية الأمريكية أمس الأول أن عدد الحالات الجديدة بدأ يرتفع فوق 20 ألف إصابة. كما أن عدد الإصابات الجديدة والوفيات آخذ في الزيادة خلال الأيام الثلاثة المتتابعة الماضية.

أعلنت وكالة الإحصاءات الروسية أمس الأول أن العدد الحقيقي لوفيات كوفيد-19 خلال 2020 هو أكثر من المعلن رسمياً بنحو 38%. وأضافت أنه في حين أن العدد المعلن رسمياً هو 104826 وفاة، إلا أن العدد الحقيقي يبلغ 144691 وفاة. وحذر نائب رئيس وكالة الإحصاءات الروسية بافيل سميلوف، أن أكثر من 58 ألف شخص إضافي أصيبوا بكوفيد وأدخلوا المستشفيات، وتم تسجيل أسباب الوفاة في شهادات وفاتهم باعتبارها سبباً آخر، كالجلطات، ومضاعفات السكري، ونحو ذلك. وذكرت الوكالة أن عدد الأشخاص الذين توفوا بالوباء خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2021 بلغ 77943 شخصاً. وعلى رغم ذلك أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً اقتصادياً في سانت بيترسبيرغ الأسبوع الماضي بأن روسيا أدارات أزمتها الصحية أفضل كثيراً من دول أخرى!