يعد مسجد الفتح أكبر المساجد السبعة
يعد مسجد الفتح أكبر المساجد السبعة
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
وثّق المؤرخون المساجد السبعة في المدينة المنورة منتصف القرن الثاني الهجري، باعتبارها شواهد تاريخية على موقعة الخندق، وتحويل القِبلة من فلسطين إلى مكة، واشتهر منها «مسجد الفتح» أو «مسجد الأحزاب» بحكم ارتباطه بغزوة الخندق، التي وقعت في العام الخامس للهجرة.

كانت المساجد السبعة مواضع مرابطة، وثكنات مراقبة، وسمي كل مسجد باسم من رابط فيه من قادة الصحابة، عدا مسجد الفتح الذي بني على ربوة وضربت فيه قُبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقع المساجد في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون للدفاع عن المدينة المنورة.


وتبدأ المساجد من الشمال إلى الجنوب «مسجد الفتح، وسلمان الفارسي، وأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وفاطمة» ويلحق بها مسجد القبلتين، ويعد مسجد الفتح أكبر المساجد السبعة ويعرف بمسجد الأحزاب أو المسجد الأعلى، ونزلت فيه سورة الفتح، وبناه عمر بن عبد العزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة من 87-93هـ، ثم جدد عام 575 بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء، ثم أعيد بناؤه عام 1268هـ 1851م. ويقع مسجد سلمان الفارسي جنوبي مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد 20 مترا، في قاعدة جبل سلع وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب، ويقع مسجد عمر بن الخطاب على بعد 10 أمتار من مسجد أبي بكر جنوبا، على هيئة رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة، ومسجد علي بن أبي طالب شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل، وأطوالها عند تأسيسها لا تزيد على 8.5 متر وعرضها 6.5 متر.

كانت المساجد قبل 40 عاما خارج نطاق المدينة المنورة، وغدت مع التوسع العمراني وسط المدينة، وأعادت الدولة بناء «مسجد الخندق» في الموقع نفسه، على مساحة 4237 مترا مربعا، بكلفة 20 مليون ريال، ويتسع لنحو 2000 مصل في قسم الرجال و500 في مصلى النساء، ويضم ساحات خارجية تتسع لنحو 500 مصل، إضافة إلى مصعد للنساء وسكن للإمام وآخر للمؤذن ومكتبة كبيرة مجهزة، ودورات مياه ومواقف سيارات تتسع لنحو 1000 سيارة، وتم تكييف الجامع بالكامل.

وشهد مسجد القبلتين تحوّل قبلة المسلمين لأداء صلواتهم من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، إبان زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم بشر من بني سلمة معزياً فصنعت له طعاماً، وعند صلاة الظهر نهض عليه الصلاة والسلام يصلي، وإثر إتمامه ركعتين نزل عليه الوحي وأمره بالتوجه أثناء أداء الصلاة إلى الكعبة المشرفة.