طالبتان في طريقهما للمدرسة في سريناغار عاصمة الشطر الهندي من كشمير.
طالبتان في طريقهما للمدرسة في سريناغار عاصمة الشطر الهندي من كشمير.




جونسون يريد الحرية لكنه يتمسك بالحذر والصبر.
جونسون يريد الحرية لكنه يتمسك بالحذر والصبر.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
الحرية تقترب! هذا هو لسان حال من يتابعون تطورات الأزمة الصحية العالمية، خصوصاً من يخضعون لتدبير الإغلاق، كما هي الحال في بريطانيا، التي تتمرغ في وحل إغلاقها الثالث خلال سنة واحدة. تقترب الحرية إذا نظرنا إلى الأرقام، وحكّمنا إحصاءات الإصابات الجديدة، والوفيات المتناقصة. وتبتعد في آن معاً حين يفكر القادة السياسيون بصوت عالٍ. كما فعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الليل قبل الماضي، الذي قال لشعب بلاده إنه يحضهم على التفاؤل، لكن عليهم أن يتحلوا بالصبر أيضاً. وأضاف أنه يتمنى أن يكون الإغلاق الراهن آخر إغلاق تشهده الجزر البريطانية. لكنه سيتمهل في رفعه حتى يضمن انغلاق جميع الأبواب التي يمكن أن تؤجج التفشي الوبائي مرة أخرى. ويتهيأ جونسون لتقديم خطاب مهم جداً في 22 فبراير الجاري، يتوقع أن يتضمن خريطة الطريق التي رسمها للخروج من ربقة الإغلاق، الذي لا يريده نواب حزب المحافظين الحاكم، بدعوى أنه يضر بالاقتصاد، وتعليم الأطفال. المشكلة أن أولئك النواب ليس لديهم صبر للانتظار حتى 22 الجاري! فهم يرون أنه طالما نجحت حكومة حزبهم في تطعيم 15 مليون بريطاني بحلول نهاية الأسبوع الماضي، يتعين التعجيل برفع الإغلاق اليوم، وليس غداً، أو بعده. والحقيقة أن تطعيم ذلك العدد من السكان -وهم الفئات الأكثر عُرضة لخطر الوباء، كالمسنين والكوادر الصحية وعمال الرعاية الاجتماعية- لم يكن وحده عاملاً مشجعاً على تعلية سقف المطالب النيابية. فقد أُتيح مؤشر مهم آخر الليل قبل الماضي؛ إذ أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن البلاد سجلت الإثنين 9765 إصابة جديدة، و230 وفاة بكوفيد-19. وهذه هي المرة الأولى منذ أكتوبر 2020 التي يقل فيها عدد الإصابات الجديدة عن 10 آلاف إصابة. ويمثل الرقمان المذكوران انخفاضاً بنسبة 30% في عدد الإصابات الجديدة والوفيات الإثنين الماضي، الذي بلغ 14101 إصابة، و333 وفاة. غير أنك لن تعدم الأصوات العاقلة وسط من انتاش الإغلاق عقولهم. فقد قال عدد من أعضاء لجنة التغلب على تأثير وباء كوفيد البرلمانية، وهم محافظون، إنهم ينصحون بالحذر، ما دام ضوء الحرية بدأ يلوح في نهاية النفق. وقال جونسون إن هذه اللحظة تمثل خطوة كبيرة للأمام، لكنها ليست سوى خطوة أولى. وهي ترينا أنه يتعين علينا أن نتفاءل ولكن نظل على صبرنا. وأكد أن خطابه المقرر في 22 الجاري سيتضمن خريطة طريق إلى الحياة العادية، «على رغم أن هناك أشياء لا يمكن القطع بها». وزاد: «لأننا نريد أن يكون هذا الإغلاق الحالي هو الأخير، ولأننا نريد أن يكون تقدمنا حذراً، ولا يمكن التراجع عنه في آن معاً». والواقع أن ضوء التحرر من الجائحة، الذي يلوح في نهاية النفق، على حد وصف نواب حزب المحافظين، ليس وقفاً على بريطانيا وحدها. فقد بدأت الإصابات الجديدة بكوفيد-19 تنحسر في أرجاء العالم كافة. فقد بلغ عدد الإصابات التي سجلتها الدول الأحد 277853. ولم يزد عدد الإصابات الجديدة في أمريكا خلال اليوم نفسه على 64938 إصابة. وفيما أدى ذلك العدد المنحسر من الإصابات الجديدة إلى زيادة العدد التراكمي للإصابات العالمية بعد ظهر أمس (الثلاثاء) إلى 109.68 مليون إصابة؛ فقد ارتفع في المقابل عدد جرعات التطعيم باللقاحات المتاحة ضد وباء كوفيد-19 أمس إلى 176.55 مليون جرعة، في 78 بلداً. وهذا الانخفاض المدهش في عدد الإصابات والوفيات بات صفة ملازمة لتطورات الأزمة الصحية في بلدان العالم قاطبة. ففي الهند -على سبيل المثال- وهي الثانية الأشد تضرراً من الوباء بعد الولايات المتحدة-

هبط عدد الإصابات الجديدة من نحو 100 ألف يومياً خلال الأشهر الماضية إلى 11 ألفاً فقط أمس الأول. وأقر علماء الهند، بحسب تقرير لأسوشيتد برس أمس، بأن ذلك حيّرهم حقاً، وجعلهم يتضاربون في تفسيراتهم لما حدث. فمنهم من رأى أن الإصابات انحسرت أخيراً لأن بعض مناطق الهند حققت ما يسمى «مناعة القطيع». وقال آخرون إنها تضاءلت ربما لأن الهنود لديهم مقاومة موجودة أصلاً ضد عدوى الفايروس. ورأت الحكومة الهندية أن الانخفاض يُعزى إلى تقيد السكان بارتداء الكمامات. وكانت الهند فرضت إلزامية ارتداء قناع الوجه في جميع الأماكن العمومية. وتُفرض غرامات باهظة على من يخالفون ذلك.


بريطانيا: محادثات دولية بشأن «شهادات السفر»

قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الليل قبل الماضي، إن البريطانيين الذين يودون السفر لبعض البلدان قد يتعين عليهم إبراز شهادات تثبت أنهم خضعوا للتطعيم ضد الإصابة بفايروس كوفيد-19. وأكد أن بريطانيا لا تخطط لاشتراط الخضوع للتطعيم على القادمين إليها. لكنه ذكر أن دولاً أخرى، لم يسمّها، تناقش ذلك الأمر. وأضاف أن بريطانيا تدرس كيفية توفير أي وثيقة من ذلك النوع لتمكين البريطانيين من دخول البلدان التي تشترط إبرازها. وكشف هانكوك أن بريطانيا تجري محادثات مع عدد كبير من الدول للاتفاق على رؤية موحدة لتفاصيل وشكل تلك الوثيقة، التي يمكن أن تعيد الحياة إلى صناعة السفر والسياحة العالمية.