هل يسدل اللقاح الستار على جائحة كوفيد-19؟
هل يسدل اللقاح الستار على جائحة كوفيد-19؟




لقاح فايزر.
لقاح فايزر.




لقاح جامعة أكسفورد.
لقاح جامعة أكسفورد.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بات اللقاح هو كلمة المرور إلى جرعة زائدة من التفاؤل بقرب اندحار جائحة فايروس كورونا الجديد. وبعد إعلان شركتي فايزر وكوديرنا الأمريكيتين الأسبوع الماضي أن لقاحيهما حققا مناعة ضد الإصابة بالفايروس بنسبة تفوق 95%؛ جاء دور بريطانيا أمس. فقد أعلنت شركة أسترزينيكا الدوائية، التي تتولى تصنيع وتوزيع اللقاح الذي ابتكره علماء معهد جينر التابع لجامعة أكسفورد، أمس (الإثنين) أن البيانات الأولية لنتائج المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية التي أجريت للقاح أثبتت أنه وفر حماية من الإصابة بالفايروس لمن تطوعوا لتناوله بنسبة وصلت الى 70.4%. كما أشارت البيانات إلى أنه لتحقيق مناعة ضد الإصابة بنسبة 90% يستحسن حقن الإنسان بنصف جرعة، تتلوها جرعة كاملة في وقت لاحق. وشملت التجارب أكثر من 24 ألف متطوع للتطعيم. ويحتاج لقاح أكسفورد إلى تخزين في درجة حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية (فوق الصفر)، على النقيض من لقاح فايزر الذي يحتاج للتحزين في برودة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر. وقال مسؤول في أسترازينيكا أمس إنه سيكون بمستطاع البريطانيين بدء التطعيم بلقاح أكسفورد خلال هذه السنة. وأكد نائب رئيس الشركة لشؤون الأبحاث والتطوير سير ميني بانغالوس للتلفزيون البريطاني صباح الإثنين أن من شأن تطعيم الشعب البريطاني أن يضمن عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب فرصة ممكنة. وأوضح مدير مجموعة أكسفورد للقاحات البروفسور أندرو بولارد أمس أن اللقاح الجديد لا يحمي الإنسان من الإصابة فحسب، بل يخفف أعراض المصابين بالفايروس.

وتوقعت صحف لندن أمس أن يحصل البريطانيون على لقاح شركة فايزر قبل حصول الأمريكيين عليه، اعتباراً من الأول من ديسمبر. فمن المقرر أن تقر الوكالة البريطانية المختصة بالأدوية اللقاح المذكور خلال هذا الأسبوع، فيما ستعقد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أول اجتماع في سلسلة إجراءات فسح اللقاح نفسه في 10 ديسمبر القادم. وأعلن مسؤول اللقاحات في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب الدكتور منصف السلاوي أمس أنه في حال قيام هيئة الغذاء والدواء بإقرار لقاح فايزر في 10 ديسمبر، فسيبدأ التطعيم به في 11 أو 12 ديسمبر. وشددت الحكومة البريطانية أمس على أن القرار الذي ستتخذه وكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية بشأن فسح لقاح فايزر سيكون قراراً مستقلاً، من دون أي تدخل من السلطات البريطانية. وقالت أسترازينيكا أمس إنه لم تحدث حالة تنويم أو إصابة بمضاعفات جانبية لأي من متطوعيها في بريطانيا والبرازيل. وأوضح البروفسور بولارد أن تجارب لقاح أكسفورد تمت بطريقتين: هناك من طعموا بنصف جرعة، وتبعتها جرعة كاملة بعد شهر، وجاءت نتيجة مناعة هؤلاء بنسبة 90%. وهناك من طعموا بجرعتين كاملتين يفصل بينهما شهر. وجاءت النتيجة بمناعة نسبتها 62%. ولما تم دمج نتائج المجموعتين بلغت نسبة المناعة من الإصابة 70%. وأكد الرئيس التنفيذي لأسترازينيكا باسكال سوريو أن بساطة سلسلة الإمداد، وتعهد الشركة بعدم السعي إلى الربحية، وضمان الوصول العادل للقاح ستجعله متاحاً بأسعار ميسورة على مستوى العالم كله. وفي سياق متصل؛ أعلنت أسترازينيكا أمس أن الحكومة البريطانية وافقت على شراء مليون جرعة من كوكتيل من الأجسام المضادة، قام علماؤها بتخليقه في المختبر، في حال نجاحه في المرحلة الثالثة والأخيرة من تجاربه السريرية. وأوضحت أنها قامت بتجنيد 5 آلاف متطوع في المملكة المتحدة لتلك الغاية. وذكرت أن الكوكتيل يستطيع منع وقوع الإصابة بفايروس كورونا الجديد لمدة 12 شهراً. ويمكن أن يتناوله المصاب بعد تأكيد تشخيص إصابته، لتخفيض أعراض الوباء. كما يمكن لمن خضعوا للتطعيم أن يتناولوه باعتباره مقوياً للمناعة ضد الفايروس. وقال وزير الأعمال البريطاني ألوك شارما، في بيان أمس، إنه بينما يدنو العالم من إتاحة لقاح مضاد لمرض كوفيد-19، يجب علينا أن نمضي قدماً في تجارب سريرية لعلاجات جديدة وبديلة من شأنها حماية سكاننا الأكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، خصوصاً من لا يمكن تطعيمهم نظراً لحالاتهم الصحية.


ورجحت (بلومبيرغ) أمس أن يكون لقاح أكسفورد-أسترازينيكا هو وسيلة الخلاص بالنسبة للدول الفقيرة والنامية، خصوصاً من ناحية سعره الرخيص، وعدم حاجته إلى التخزين شديد البرودة، كنظيريه الأمريكيين اللذين انتجتهما شركتا فايزر وموديرنا. لكنها رأت أنه يتعين على أسترازينيكا وجامعة أكسفورد العمل على زيادة نسبة نجاعة لقاحهما إلى مستويات تقارب التأثير الذي تركه لقاحا موديرنا وفايزر. وحذرت بلومبيرغ من أن الدول الغنية الكبرى هي التي ستحظى شعوبها باللقاحين الأمريكيين. وقالت إن ذلك سيسفر عن مشكلات في الإنتاج للوفاء بالطلبيات من جميع أنحاء العالم، خصوصاً الدول متدنية المداخيل. وبالطبع فإن ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في ختام قمة مجموعة الـ20 في الرياض الأحد، بشأن العمل على ضمان الوصول العادل للقاحات والعلاجات الخاصة بمرض كوفيد-19 جاء لينعش الأمل في شعوب العالم الفقيرة بأنها لن تكون منسية في الحرب على الوباء. وقد تمكنت مبادرة كوفاكس العالمية الرامية لوصول عادل للقاحات إلى شعوب العالم من التعاقد حتى الآن على شراء 700 مليون جرعة حتى الآن. لكن عدد سكان الكوكب يفوق 7 مليارات من البشر. وتوصلت أسترازينيكا إلى اتفاق مع معهد الأمصال الهندي لإنتاج كميات كبيرة من لقاحي أكسفورد وشركة نوفافاكس، على أن يباعا بسعر لا يتعدى 3 دولارات للجرعة. وتجري مبادرة نوفافاكس، التي تقودها منظمة الصحة العالمية محادثات حالياً مع شركتي فايزر وموديرنا لإبرام اتفاقات مماثلة. وطبقاً لما أعلنت أسترازينيكا، فإن تعهدها بتوفير 3.2 مليار جرعة من لقاح جامعة أكسفورد لشعوب العالم سيوفر ثلث حاجة بلدان العالم للقاح. وأكدت الشركة الدوائية البريطانية العملاقة قدرتها على توفير مليارات الجرعات من اللقاح البريطاني حال حصوله على الفسح النظامي. وأعلنت شركة فايزر أن لقاحها الذي تم تصنيعه بالتعاون مع شركة بيونتك الألمانية سيباع بواقع 19.50 دولار للجرعة الواحدة، أو بـ39 دولاراً للجرعتين. وقالت شركة موديرنا إن لقاحها سيباع بحدود 32-37 دولاراً للجرعة، مع حسومات في السعر للطلبيات الكبيرة.