العبدالعالي
العبدالعالي
-A +A
يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@

أعلنت وزارة الصحة اليوم (الاثنين) تسجيل 231 إصابة جديدة بفايروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد19»، فيما تم رصد تعافي 445 حالة إضافية، و16 حالة وفاة جديدة.

ووفقا لإحصاء «الصحة» اليوم، فقد بلغ إجمالي حالات الإصابة تراكميا منذ ظهور أول حالة في المملكة 355.489 حالة، من بينها 5877 حالة نشطة معظمها مستقرة ووضعها الصحي مطمئن، منها 765 حالة حرجة تتلقى الرعاية في العنايات المركزة، فيما بلغ إجمالي حالات التعافي 343.816 حالة، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 5796 حالة وفاة، وبذلك تصل نسبة التعافي من كورونا في المملكة إلى 96.7%، فيما انخفضت نسبة الحالات النشطة إلى 1.6%، ونسبة الحالات الحرجة 0.21%، ونسبة الوفيات 1.6%.

وفي ما يخص أعلى المدن والمحافظات تسجيلاً لإصابات كورونا الجديدة، فقد جاءت كالتالي: الرياض (46)، جدة (18)، مكة المكرمة (18)، الدمام (14)، أما أعلى المدن تسجيلاً لحالات التعافي فجاءت كما يلي: الرياض (82)، جازان (46)، المدينة المنورة (43)، الهفوف (29)، المبرز (20)، مكة المكرمة (19)، ينبع (18)، الدمام (16)، جدة (16).

وتتيح وزارة الصحة الاطلاع على مستجدات الفايروس في المملكة، وذلك بنشر إحصاءاتها اليومية على الموقع الإلكتروني https://covid19.moh.gov.sa.

وفي السياق، أكد مساعد وزير الصحة المتحدث باسم الوزارة الدكتور محمد العبدالعالي، أن رصد الحالات المؤكدة حول العالم لايزال مستمرا، إذ يتجاوز إجمالي عدد الحالات المؤكدة 58 مليون حالة، فيما تجاوزت حالات التعافي 37 مليون حالة، وإجمالي الوفيات تجاوز 1.39 مليون حالة وفاة.

وفي ما يخص التحليل الوبائي، فلايزال العالم يشهد الموجة الثانية والارتفاعات المستمرة، وهناك رصد ومتابعة واهتمام عالمي، إضافة إلى قلق في بعض الأقاليم والدول نتيجة ذلك، والجميع في حالة حذر ويقظة.

إلا أن الدكتور العبدالعالي طمأن الجميع بأن الظروف في المملكة العربية السعودية مستقرة ومطمئنة وفي مستويات التحكم والسيطرة في مواجهة جائحة كورونا، وذلك بتعاون وتضافر الجميع وجهود كافة الأجهزة، عطفا على الدور الكبير لأفراد المجتمع في هذه المواجهة، إذ نرصد استقرارا في المنحنى، واتجاهات إيجابية مطمئنة وتبشر بالخير، وإذا استمر على هذا المنوال والتقيد سنكون أكثر أماناً.

وكشف أن ذلك انعكس على عدة مؤشرات، منها مؤشرات الحالات الحرجة، إذ شهد الأسبوع الحالي انخفاضا في نسبة الحالات الحرجة بنسبة 6.3% مقارنة بالأسبوع الماضي الذي شهد ارتفاعا فيها.

وعن السؤال المتكرر الوارد على مركز الاتصال (937) حول موعد توفير لقاح كورونا، أكد متحدث وزارة الصحة أن المراكز البحثية والمصانع والشركات الكبرى والمنظمات والدول حول العالم، تشهد مستجدات وتسارعا كبيرا في الأبحاث والتجارب والسعي نحو الوصول إلى لقاح فعال وآمن، وبالتالي تصنيعه وتوفيره لكافة من يحتاجه من البشر.

وقال: هناك تسارع غير مسبوق لم يحدث في أي جائحة سابقة أو مرض لإنتاج اللقاحات بهذا الزخم والحجم والدعم الكبير الذي حظي به التعامل مع هذه الجائحة؛ نظرا لشدتها والتحديات التي تتعلق بها.

وأضاف: من المأمول في النتائج الموجودة والمبشرة بالخير في فعالية مجموعة من اللقاحات أن يكون هناك شيء في الأشهر القريبة، لكن لا يمكن أن يتم التوصل إلى لقاح واعتباره قابلا للاستخدام وواقيا للإنسان وكاسرا لحلقة الانتشار ومسببا للمناعة المناسبة للحد من انتشار العدوى إلا إذا تحققت فيه ثلاثة أمور رئيسية، هي: أن يكون فعالا وقادرا على صد الفايروس، وأن يكون آمنا وليست له أعراض جانبية أو مشكلات صحية على مستخدميه، وأن تعتمده الهيئات المعنية بمنح التراخيص والاعتراف والاعتماد بمثل هذا النوع من الأمصال أو الأدوية أو اللقاحات، والمملكة العربية السعودية متمسكة جدا بالتأكد من هذه الأمور لكي تصل اللقاحات في حال اعتمادها وتوفيرها للجميع، والمملكة ستكون من أوائل الدول التي ستحصل على اللقاحات متى ما تحققت واعتمدت هذه الجوانب الرئيسية.

وشدد العبدالعالي على أنه سواء توفرت اللقاحات أو بعض أنواعها أو كميات منها قبل نهاية هذا العام، أو في الربع الأول أو الثاني من العام القادم، أو بعد ذلك، بل وحتى موعد توفر اللقاحات أو حصول الأشخاص عليها واطمئنانهم بتكون المناعة لديهم بعد التطعيم، والعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية بموجب التوصيات، يجب علينا العودة بحذر والتمسك بالشروط والاحترازات والبروتوكولات، وهو مطلب من الجميع أفرادا ومجتمعات.

وعلق متحدث «الصحة» على ما تنشره بعض وسائل الإعلام والصحف عن أحوال بعض الدول في العالم وما تمر به في الموجة الثانية، إذ إن معظم الارتفاعات التي تسجل حاليا حول العالم في فئة الشباب نتيجة عدم تقيدهم بالإجراءات الاحترازية، أو أن معظم من لوحظ فيهم عدم التقيد كانوا من فئة الشباب، إلا أن هذا لا يعني أن فئات كبار السن، أو من لديهم أمراض مزمنة غير معرضين للإصابة، لأنهم قد يكونون مخالطين بشكل مباشر لأفراد أصغر سنا وليس لديهم أمراض مزمنة تهاونوا واكتسبوا المرض وأصبحت لديهم القدرة على نقل الفايروس أو العدوى للآخرين، فوصل إليهم في محيط الأسرة مثلا، فإذا أصيبت هذه الفئات فإن شدة المرض وحدته عليهم قد تكون أكثر من غيرهم، فبالتالي يؤدي ذلك إلى الضغط على الخدمات الصحية ووصول بعضهم واحتياجهم للعناية الحرجة لا قدر الله.

وأكد متحدث وزارة الصحة أن الموجات الثانية إذا وقعت عادة في الجوائح أو الأمراض المعدية والوبائية تكون أشد من الموجات الأولى، وتتفاوت الدول في استعدادها وقدراتها وقيامها بالإجراءات اللازمة لاستيعاب الموجات الأولى أو الثانية، فقد تضع بعض الدول كافة قدراتها لرفع مستوى الاستيعابية، إلا أن الانتشار إذا كان قويا جدا بين مئات الآلاف من أفراد المجتمع، فعند ذلك تصبح أي منظومة صحية غير قادرة على التعامل معه.

وبين أن قيادة المملكة العربية السعودية وفرت وسخرت كل الدعم والإمكانيات لحماية المجتمع، والقدرات منذ بدء الجائحة وحتى اليوم موجودة إلا أننا لا نتمنى استخدامها أو اختبارها أبدا، ونتمنى من الجميع الاستمرار في وقاية أنفسهم ومن حولهم.

وقال: لا نريد لأي أحد أن يعود لاختبار ما نتذكره في بداية الجائحة، ففي الفترات الماضية كانت جميع الدول والجهات تبحث عن الإجابة على سؤال «كيف نقي أنفسنا ونعود لحياتنا ولو جزئيا بحذر كاف وبإجراءات تحمينا من الفايروس؟»، فالعالم عرف بعد المراحل الأولى للجائحة كيف يقوم بذلك، بالتقيد بارتداء الكمامات، ووضع المسافات الآمنة، والابتعاد عن التجمعات، وتهوية الأماكن وغيرها من البروتوكولات المناسبة لمختلف الأماكن، وذلك كفيل بعد توفيق الله بحمايتنا، ففي المراحل الأولى لم يكن ذلك موجودا فاختبر العالم مناظر لا يريد أن يختبرها مرة أخرى، خصوصا أن بيدنا أن نمنعها من الحدوث.

وشدد على أن المملكة مع مجموعة من دول الإقليم، تشهد استقرارا وتحكما في مواجهة الجائحة، بسبب تمسكنا جميعا وتقيدنا بالإجراءات والاحترازات الوقائية، ومساهمتنا جنبا إلى جنب مع ما تم اتخاذه من قبل الأجهزة المعنية من إجراءات مهمة لمواجهة الجائحة، ومن المهم جدا أن نستمر بالتمسك بها، فقد نكون أمام المنعطفات الأخيرة في مواجهة هذه الجائحة، وهذه المرحلة ليست مرحلة استرخاء، فقد نكون في الأشواط الأخيرة وبإذن الله سنجتازها جميعا بسلام وأمان متى ما تمسكنا بهذه الإجراءات والاحترازات.

وتعليقا على حديث حاكم ولاية كاليفورنيا عندما ذكر أن المملكة العربية السعودية ضمن ثلاث دول متقدمة في العالم للاطلاع على دراستها وإستراتيجيتها في احتوائها لجائحة كورونا وتطبيقها لديه في الولاية، قال العبدالعالي إن المملكة منذ بدء الجائحة وحتى اليوم هي محط إشادة عالمية سواء من المنظمات أو الهيئات أو المدونات والمجلات الدولية العلمية المرموقة في المجال، بل إن بعضها عدّ المملكة استثنائيا من ضمن الدول الأكثر نجاحا في مواجهة جائحة كورونا، فمنظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات أشادت بأدوار المملكة في عدة مراحل في مواجهة الجائحة، فمنذ اللحظات الأولى لهذه الجائحة قام الخبراء في المملكة بدورهم العلمي وأبحاثهم السريرية وطرق معالجتهم للحالات لمثل هذه الفيروسات في خبراتهم السابقة، وهو ما تم استخدامه في ووهان الصينية لأوائل الحالات كتجارب للتعامل مع هذه الحالات من خبرة الزملاء في التعامل مع فايروسات كورونا الأخرى المشابهة لهذا الفايروس.

وأضاف: الخبرات في المملكة العربية السعودية وما قدمته من مواجهة جادة وجريئة واستباقية وقوية، وما سخرته من إمكانيات في مواجهة هذه الجائحة أمور قوية جدا أوصلت المملكة إلى هذه المراحل الجيدة، وبإذن الله سنستمر في الاتجاه السليم والإيجابي والتحكم والتصدي لهذه الجائحة بشكل سليم، ونتيجة لذلك كله فمن غير المستغرب أبدا أن تكون المملكة العربية السعودية محط الإشادة والاختيار لتجارب وطرق تم تطبيقها وتُدرَس ويستفاد منها في أي مكان في العالم، سواء في الدول المتقدمة أو الرائدة التي ترغب بالاستفادة مما قدمته المملكة في هذا المجال.