-A +A
«عكاظ» (سيدني، لندن) OKAZ_online@
قال باحثون بجامعة ملبورن بأستراليا إنه لا مفر من التوصل إلى لقاح للوقاية من كوفيد-19، لأنه يبدو أن الجسم لا يستطيع أن يكون محصناً بالكامل ضد فايروس كورونا الجديد. وأضافت دراسة أجروها أن المتعافين من الوباء لا تتكون لديهم مناعة قوية تكفي لصد عدوى فايروس كورونا الجديد. وتمثل خلاصة هذه الدراسة ضربة قوية لمساعي العلماء الذين يؤمنون بمناعة القطيع نتيجة الإصابة بالفايروس والتعافي منه. وذكر هؤلاء العلماء أن أقصى مناعة تتكون في جسم المصاب المتعافي لا تتعدى نسبتها 14%؛ ما يعني أنه يمكن أن يصاب بالفايروس نفسه مجدداً. ويأمل علماء بريطانيا ببلوغ مناعة القطيع لتكون البلاد جاهزة لصد موجة ثانية من تفشي الوباء يحتمل حدوثها خلال الشتاء القادم. وتعني مناعة القطيع أن الفايروس لن يعود قادراً على التفشي إذا تكونت مناعة لدى غالبية السكان، إما بسبب إصابتهم بالفايروس وتعافيهم، أو بسبب إعطائهم لقاحاً ناجعاً. وتحدث الجائحة الوبائية إذا كانت البكتيريا أو الفايروس المسبب للوباء سيجد عدداً متزايداً من الضحايا الذين ليست لديهم مناعة لمكافحته. وتختلف النسبة الأدنى المطلوبة لتحقق مناعة القطيع باختلاف الأمراض، ومدى قدرتها على التفشي. فمناعة القطيع ضد الحصبة مثلاً تتطلب تطعيم 95% من السكان. وبالنسبة إلى شلل الأطفال، لأنه أقل قدرة على التفشي، تراوح النسبة بين 80%- 85%.

وذكرت دراسة ثانية لعلماء كلية الطب المداري في ليفربول ببريطانيا أنه يمكن الوصول إلى مناعة القطيع إذا أصيب 10% فقط من السكان بكوفيد-19. وأضافوا أن اللقاح في حال اختراعه يحقق مناعة القطيع، إذا تم إعطاؤه لما يراوح بين 60%- 70% من السكان. لكنهم قالوا إن إصابة وتعافي شخص أو اثنين من كل 10 أشخاص. ويرى هؤلاء العلماء أن النسب الكبيرة التي تطغى على الحديث عن مناعة القطيع هي دوماً مرتبطة بتلقيح السكان بمصل فعال.


وذهبت دراسة ثالثة أجراها علماء جامعتي ستوكهولم السويدية ونوتنغهام البريطانية إلى أن مناعة القطيع يمكن أن تتحقق بإصابة وتعافي 43% من السكان. ويقول علماء بريطانيا إن المملكة المتحدة لم تعرف بعد مناعة القطيع، لأن الأرقام الحكومية تشير إلى أن عدد المصابين المتعافين من كوفيد-19 لا يتجاوز 3 ملايين نسمة، يمثلون ما يراوح بين 5% و6%، باستثناء العاصمة لندن، حيث تعتقد السلطات أن نحو 17.5% من سكانها أصيبوا وتعافوا، وبالتالي قد تكون لديهم مناعة من الإصابة الثانية.