-A +A
يوسف عبدالله (جدة) okaz_online@
أطل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من نافذة قناة «CBS» الأمريكية بحوار العام كما وصفه مراقبون، ليؤكد سعي المملكة الدؤوب للسلام في المنطقة وتجنب الحروب، إلا إذا أجبرت المملكة عليها، فإنها جاهزة على أهبة الاستعداد، متسلحة بقدراتها وشعبها، وحلفائها الأقوياء لمواجهة المخاطر. تحذير ولي العهد للنظام الإيراني كان واضحاً لا يقبل التأويل، فالضغط الدولي سيستمر، والتصعيد سيقابل برد مختلف تماماً، إذ لا خيارات أمام نظام طهران، بل عليه أن يغير قناعاته ويوقف عدائيته. الهجمات الحمقاء على أرامكو رغم حملها بصمات الإرهاب الإيراني، إلا أن المملكة لم تلجأ إلى خطوات انتقامية قد يمتد تأثيرها إلى ما أهو أكبر، بل التزمت بضبط النفس واضعة اعتبارات ومصالح العالم في الحسبان، مشددة على استمرار التنسيق مع حلفائها وأصدقائها، لأن منبع الثقة إثبات أرامكو مرونتها وكفاءتها في التعامل مع مثل هذه الأحداث، ما جعلها علامة فخر للسعوديين ولجميع عملائها حول العالم.

ولأن القوة في «التأني»، صدح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ببشارة خضراء بعودة إنتاج السعودية للنفط إلى مستواه الطبيعي في زمن قياسي، وهذا إنجاز كبير يثبت كفاءة أرامكو والمملكة بسواعد أبنائها.


الوصف الذي أطلقه ولي العهد حيال الهجمات على أرامكو بـ«الحمقاء» لم يكن اعتباطياً، إذ إن إيران لم تعتدِ على المملكة فقط بل على اقتصاد العالم، وأدان المجتمع الدولي التعدي السافر، ما سيضع خطاً فاصلاً يمنع الإيرانيين من تجاوزه مستقبلاً، إذ إن مكانة المملكة وأهميتها لا يمكن التقليل منها، والخاسر من كل ما حدث هو النظام الإيراني وأدواته الإرهابية. إن المتابع للمسار السياسي في التعامل مع الأحداث، لا يخفى عليه أن كرامة المملكة تعلو كل الاعتبارات، وأن أمنها خط أحمر، وفي الوقت ذاته فإن أمن واستقرار مواطنيها على رأس الأولويات، ولهذا تؤكد مواقف المملكة أن أي تجاوزات إيرانية جديدة لن تمر بسهولة، كما أن ما جرى لم تطوَ صفحته بعد، والمجتمع الدولي متفاعل أكثر من أي وقت مضى ولديه قناعة تامة بأن الضغط على إيران يجب أن يستمر، والعقوبات يجب أن تُشدد.