خادم الحرمين الشريفين
خادم الحرمين الشريفين
د. توفيق الربيعة
د. توفيق الربيعة
د. قاسم القصبي
د. قاسم القصبي
إحدى غرف العمليات فائقة التطور.
إحدى غرف العمليات فائقة التطور.
إدارة غرف المرضى مزودة بتقنيات ذكية.
إدارة غرف المرضى مزودة بتقنيات ذكية.
مبنى مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بالرياض.
مبنى مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بالرياض.
-A +A
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يدشن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة مساء اليوم مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، كأكبر مركز متخصص من نوعه في المنطقة بسعة 300 سرير تنويم، و96 سريراً للعلاج الوريدي، يدار وفق نظام إلكتروني ذكي يربط بين مختلف تفاصيل الرعاية الطبية المقدمة، فيما يتم رصدها بدقة، بهدف تجويد الخدمة وضمان مأمونيتها.

وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تعكس الدعم الكبير الذي يتلقاه القطاع الصحي في المملكة من القيادة الكريمة، الذي تمثل فيه الخدمات التخصصية منظومة مهمة ومكلفة وتتطلب كفاءات بشرية مؤهلة ومدربة تدريباً عالياً في مختلف التخصصات الطبية والفنية والإدارية، فضلاً على ضرورة توفر بنية تحتية على مستوى رفيع.


وأشار القصبي إلى أن مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد يمثل إضافة كبيرة في الطاقة الاستيعابية لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بواقع 300 سرير تنويم و96 سريراً للعلاج الوريدي (الكيماوي والبيولوجي)، إضافة إلى 8 غرف عمليات جهزت بأحدث التقنيات مع تكامل خدمات نوعية في قطاعات الأشعة والصيدلة والمختبرات، الأمر الذي سيمكن المستشفى من استيعاب أعداد مضاعفة من المراجعين، وقبولهم وعلاجهم في مجال الأورام وأمراض الكبد، فضلاً عن استيعاب المزيد من الحالات المرضية التخصصية المختلفة، نتيجة انعكاس التوسعة على تطور الخدمات في الأقسام التشخيصية والعلاجية الأخرى، مع تقديم رعاية طبية متطورة بكفاءة واقتدار.

وأردف قائلا: يمثل المركز أكبر توسعة في تاريخ المستشفى، إذ صممته أحد بيوت الخبرة الدولية المتخصصة في هذا المجال، ونفذ وفقاً لأعلى المقاييس العالمية وآخر الابتكارات التقنية الإلكترونية التي وظفت لخدمة المريض، وتحقيق أعلى معدلات الراحة، ضمن منظومة من البنية التحتية الضخمة المتصلة بالمشروع، كما تبنى مفهوماً حديثاً في تقديم الخدمة من خلال «خدمة المريض في مكان واحد».

وبين الدكتور القصبي أن المشروع أنشئ على مسطحات إجمالية بلغت نحو (102000) متر مربع، ومكون من 23 طابقاً (21 دوراً+ 2 قبو) متضمناً مواقف سيارات تستوعب 450 سيارة. كما يتألف المشروع من مبنى للطاقة المركزية يحوي التجهيزات الكهروميكانيكية كالمولدات الكهربائية الاحتياطية بقوة 20 ميغاواط، والتي تتيح تغطية الاحتياج الحالي والمستقبلي للطاقة، مشتملاً على محطة تبريد بقدرة 6780 طن تبريد.

وأضاف: كما نفذ نفقاً ضخماً للخدمات بطول 1014 متراً يربط مبنى الطاقة بمركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد ومنه إلى بقية مباني مستشفى الملك فيصل التخصصي الحالية والمستقبلية، ويتضمن كافة التجهيزات الكهروميكانيكية التي ستوفر الخدمات لكافة أعمال التوسعة في المستشفى. وأشار إلى أن منظومة الخدمات شملت بناء وتشغيل مغسلة صحية مركزية بطاقة 60 طنا يوميا، تستوعب الاحتياج الحالي البالغ 16 طناً مع قدرة لإستيعاب الاحتياج المستقبلي، لافتا إلى أنها من أكبر المغاسل الصحية الأوتوماتيكية في المنطقة مجهزة بتقنيات عاليه تساعد على رفع كفاءة وفعالية التعقيم بما يتناسب مع المرضى ذوي المناعة المنخفضة، كمرضى الأورام وزراعات الأعضاء وغيرها.

منظومة غرف ذكية لخدمة المرضى

يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركزالأبحاث تجربة متطورة في استخدام التقنيات الحديثة في مجال الرعاية الصحية، باعتباره أحد أهم المؤسسات الوطنية تقدما في المنطقة والعالم. وصنف المستشفى ممثلاً بقسم طب العائلة على المستوى السابع في تطبيق السجل الطبي الإلكتروني من جانب الجمعية الدولية لإدارة نظم المعلومات الصحية المعروفة عالمياً HIMSS، إذ يعد المستوى السابع الأعلى في مقاييس تطبيق الحلول الإلكترونية الصحية. وفي مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد قفز المستشفى قفزات نوعية كبرى عبر تطبيق منظومة إلكترونية ذكية بهدف توفير الخدمة بفعالية وجعل المريض مشاركاً رئيساً فيها، من خلال تطبيقات متعددة ترصد كافة تفاصيل الرعاية الطبية، التي شملت عدة نواح من بينها:

نظام التتبع الإلكتروني: إذ يحدد مكان وجود المريض وتسجيل الوقت الذي يمضيه في أقسام المركز المختلفة منذ دخوله وحتى خروجه وتحليل هذه الفترات لمعرفة نقاط الهدر الزمني ومعالجتها. كما يحدد النظام أماكن وجود المعدات الطبية عبر تتبع مواقعها باستخدام الحاسوب. إضافة إلى تتبع الوقت المستخدم للإجابة على نداء المريض عبر التخاطب مع جهاز نداء التمريض الموجود في كل غرفة.

نظام تتبع غسل اليدين: يراقب ويسجل عملية غسل اليدين، ويحفز الطاقة الطبي على اتباع هذا الإجراء الوقائي قبل وبعد كل زيارة لغرفة المريض من أجل حمايتهم، وبالتالي حماية المريض من انتقال العدوى.

جهاز نداء التمريض: يتخاطب هذا النظام مع بقية الأنظمة في المركز ما يمنح المريض القدرة على التخاطب مباشرة مع الممرض المسؤول عن العناية به، وإمكانية التحدث معه صوتياً كمكالمة هاتفية عبر جهاز محمول يعمل من خلال خدمة الواي فاي بحوزة الممرض الأمر الذي يتيح معرفة احتياجات المريض قبل الدخول إلى غرفته، ما يسهم في توفير الوقت والجهد على المريض والطاقم الطبي.

الشاشة الذكية لبيانات المريض: وتهدف إلى عرض البيانات الصحية والإرشادات بشأن المريض مباشرة من خلال ملفه الطبي الإلكتروني دون المساس بمعلوماته الصحية الخاصة، ما يتيح الاستغناء عن الملصقات المستخدمة حاليا على أبواب غرف المرضى.

قائمة المرضى التفاعلية الإلكترونية: تستغني هذه التقنية عن اللوحة التي تحوي أسماء المرضى في محطة التمريض والتي يجري تحديثها يدوياً. كما أن لها نفس الآلية المستخدمة في الشاشة الذكية لبيانات المريض في إعطاء معلومات مختصرة عن حالة جميع المرضى في القسم، ورقم غرفة المريض، والممرض المسؤول عن خدمته، والطبيب المعالج.

ربط الأجهزة الطبية بملف المريض الإلكتروني: وتعد هذه التقنية ثورة في المجال الصحي، إذ إنها تهدف إلى إرسال معلومات المرضى مباشرة من الجهاز الطبي المستخدم داخل غرفة المريض إلى ملفه الإلكتروني ما يجنب الأخطاء الطبية التي قد تحدث بسبب إدخال المعلومات يدوياً، إضافة إلى أنها ترسل التحديثات مباشرة من دون إضاعة للوقت، ما يؤدي إلى سرعة اتخاذ القرار وتقديم العناية الطبية اللازمة.

شاشة المريض التفاعلية: تقنية تتيح للمريض الاطلاع على أهم المعلومات الصحية الخاصة به (الخطة العلاجية، الأدوية) عبر جهاز التلفاز المتواجد داخل غرفة التنويم، وعرض المواد التثقيفية والترفيهية، كما تتيح للمريض طلب مختلف الخدمات من وجبات غذائية أو أي خدمة أخرى من الطاقم الصحي.

خدمات نوعية في علاج الأورام: يعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أكبر مركز طبي في المنطقة، من حيث عدد مرضى الأورام الذين يتم قبولهم بمعدل يتراوح بين 2500 إلى 3000 حالة جديدة سنوياً، يتلقون خدمات تشخيصية وعلاجية وفق أحدث المعايير العالمية، إذ وصل عدد مرضى الأورام الذين تلقوا العلاج منذ افتتاح المستشفى عام 1975، وحتى نهاية عام 2016 إلى نحو 90.000 مريض.

ويمثل تأسيس مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد، إضافة نوعية جديدة في الخدمات التخصصية الشاملة لمرضى الأورام من خلال تأسيس مراكز ووحدات متخصصة توفر رعاية متطورة من أبرزها:

* مركز سرطان الثدي المتكامل: ويمثل إضافة نوعية، باعتباره الأول من نوعه على المستوى المحلي، إذ سيوفر المركز خدمات متكاملة لتشخيص وعلاج سرطان الثدي الذي يتصدر قائمة السرطانات التي تصيب النساء في المملكة. ومن خلال مفهوم «خدمة المريض في مكان واحد»، سيتم استقبال المريضة في يوم زيارتها الأولى لمركز سرطان الثدي في العيادة حتى تستكمل جميع إجراءات التشخيص والتقييم دون أن تضطر للتنقل من مكان إلى آخر، عبر فريق طبي متكامل شامل التخصصات الاجتماعية والنفسية والتمريضية والإشعاعية والمخبرية، إضافة إلى الأطباء المتخصصين لإجراء التقييم الطبي اللازم، وتحديد الفحوصات المطلوبة، وكذلك الخطوط الرئيسة للبرنامج العلاجي.

ويمثل مركز سرطان الثدي في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد إضافة كبيرة لما يقدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي حالياً عبر تسريع عملية القبول وإجراءات التشخيص والعلاج، كما سيُمكِّن المستشفى من زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل مطرد خلال الفترة القادمة، لتتوازن مع الزيادة المتوقعة للمرضى بسبب النمو السكاني.

* برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية: يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض تجربة عريقة في زراعة نخاع العظم تمتد إلى عام 1984 حتى أصبح ضمن أعلى 4% من المراكز الطبية العالمية التي تجري أعلى معدلات الزراعة سنوياً خلال الأعوام العشرة الماضية، كما سيتيح مركز الملك عبدالله للأوام وأمراض الكبد زيادة الطاقة الاستيعابية بمقدار ضعف ما يستقبله المستشفى حاليا.

* مركز العلاج الوريدي: يمثل العلاج الوريدي واحداً من أهم المكونات التي يلزم توفرها في أي مركز لعلاج الأورام، حيث يتم فيه إعطاء الأدوية الكيميائية والبيولوجية، وغيرها من المحاليل الوريدية التي تقدم للمرضى. ويمثل مركز العلاج الوريدي في المركز نقلة نوعية كبيرة، وذلك عطفاً على القدرة الاستيعابية الكبيرة المتمثلة في توافر 96 سريراً وبمواصفات عالية.

* خدمات علاج الأورام بالأدوية: يعد العلاج بالأدوية والتي تشمل العلاج الكيماوي والهرموني والبيولوجي من الخيارات الرئيسة التي تقدم لمرضى الأورام، وذلك حسب نوع الورم ومرحلته.

وسيشهد هذا الجانب توسعاً كبيراً، وذلك بزيادة عددالعيادات الأسبوعية إضافة إلى زيادة عدد الغرف المخصصة للتنويم بمعدل الضعف عما يقدم سابقاً في المستشفى.

* خدمات العلاج الإشعاعي: ستشهد قفزات مهمة في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد من خلال زيادة عدد أجهزة العلاج الإشعاعي الأحدث تطوراً كإضافة للخبرة العريقة الممتدة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركزالأبحاث الذي كان أول مؤسسة طبية تدخل خدمة العلاج الإشعاعي في المملكة عام 1976، واستمر في توفيرها ليضاهي بذلك أحدث المستويات العالمية.

60 سريرا بمركز أمراض الكبد

وفي قلب منظومة الخدمات الشاملة والمتخصصة في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد، يأتي مركز أمراض الكبد الذي يشتمل على 60 سريراً، منها 30 سريراً لأجنحة التنويم، و30 سريراً للعناية المركزة، إضافة إلى العيادات الخارجية. وسيقدم المركز رعاية طبية تخصصية شاملة من خلال فريق طبي وتمريضي وفني متعدد الاختصاصات لمعالجة أمراض الكبد الدقيقة مع التركيز على زراعة الكبد في إطار النجاحات والنتائج التي يحققها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في هذا المجال، إذ تمكن المستشفى من إجراء 131 زراعة كبد في عام 2016 للأطفال والكبار من بينها 53 زراعة كبد للأطفال، ليكون بذلك في مقدمة المراكز الطبية العالمية الرائدة التي تجري هذا العدد سنوياً بكفاءة واقتدار، فيما وصل العدد التراكمي لزراعة الكبد في المستشفى إلى 971 زراعة منذ عام 2001 وحتى نهاية 2016.

ومن خلال المنظومة البشرية والتقنية التي جرى تهيئتها فإن المركز لا يماثله سوى مراكز محدودة عالمياً التي تحوي كل التخصصات الدقيقة لتشخيص ومعالجة أمراض الكبد في مكان واحد.

غرف عمليات بتقنيات ذكية

يعد التصميم الداخلي لغرف العمليات بمركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد تصميماً فريداً يساعد على توفير الراحة بشكل كبير للمريض. وتحتوي كل غرفة من غرف العمليات الثمان على منظر طبيعي مغلف بالزجاج ثلاثي الأبعاد، كما يمكن تغيير لون إضاءة الغرفة وشدتها لتوفير جو هادئ ومريح للمريض. وقد تم تصميم غرف العمليات بأفضل تكنولوجيا متوفرة، إذ يتم التحكم بجميع الأجهزة المستخدمة عن طريق شاشة تعمل باللمس، تحاكي الهواتف الذكية.كما أن الإضاءة الخاصة بسرير العمليات تحتوي على نظام إبعاد الظل، والتركيز الدقيق للإضاءة على مكان الإجراء الجراحي، وهي خاصية جديدة تتيح للفريق الطبي رؤية كل شيء بوضوح تام، وبذلك يضمن الفريق الطبي أعلى درجات الدقة خلال الإجراء الجراحي. وتتميز غرف العمليات بإمكانية تحريك الأجهزة الطبية بيسر وسهولة، إذ يستطيع الفريق الطبي التبديل بين أماكن الأجهزة الخاصة بالتخدير، والأجهزة الخاصة بالجراحة، من دون فقد أي معلومة تم تسجيلها أو إعدادات خاصة للمريض تم حفظها، وهو ما يساعد بشكل كبير على حرية حركة الفريق الطبي حول المريض. فيما تحتوي كل غرفة على عدد كبير من الشاشات الكبيرة، إذ يمكن للفريق الطبي عرض الصور المأخوذة من جهاز المنظار بشكل واضح، بنظام ثلاثي الأبعاد الأمر الذي يدعم كفاءة الإجراءات الطبية بشكل كبير خلال العمل الجراحي.

روبوتات صيدلانية

تحوي منظومة الرعاية الصيدلانية في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد أفضل الأجهزة الآلية والإلكترونية لتحضير الأدوية وصرفها ومراقبتها باستخدام تقنيات الترميز الدوائي والتدقيق المزدوج عن طريق صور الدواء الرقمية، وكذلك متابعة المريض عن طريق التوقيع الإلكتروني، والتأكد من استلام الأدوية كاملة مدعومة بأجهزة روبوتية متعددة. كما يضم مستشفى الملك فيصل التخصصي خلال السنوات الماضية أفضل مركز لإعداد الأدوية المعقمة التي تتطلب معايير عالمية، وهي مواصفات دقيقة تتقيد بها مستشفيات محدودة على مستوى العالم. إذ تقوم الخدمات الصيدلانية في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بتحضير جميع أنواع أدوية الأورام التي تخدم المركز، كما تتضمن منطقة تحضير معقمة، وفق أعلى المعايير الدولية، قادرة على تحضير جميع أنواع المحاليل والأدوية، فضلاً عن احتوائها عدة أجهزة روبوتية لتحضير الأدوية الكيماوية وغيرها.