-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
خالد علي.. مولود لأم سعودية ووالد أجنبي، عُرف بين أصدقائه منذ نعومة أظفاره بالولع بالعلم ومجالسة العلماء إلى جانب تفوقه الدراسي - كما يصفه صديقه خالد الحربي- كما كان يشارك في كثير من المحافل العلمية والأدبية في المدينة المنورة حتى غدا له موقع بينهم، ويستأنسون بتميزه العلمي والأدبي، بل ويتجاذب معهم أطراف الأدب واللغة والشعر، وبرز بشكل ملفت للأنظار. أنهى خالد تعليمه العام، واستفاد من ميزة أن والدته سعودية، فانضم إلى إحدى الجامعات الحكومية بالمدينة وانخرط في أحد الأقسام وتخرج بتقدير جيد جدا، ووجد فرصته للعمل فيها بعقد لأنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة رسمية بسبب عدم حصوله على الجنسية، لا سيما وأن نقاط التجنيس لا تنطبق عليه وتجعله يمر من «سم الخياط» ما جعل الاستفادة من موهبته العلمية والإدارية أسيرة «نقاط التجنيس».

لم يفت في عضد خالد عدم مقدرته الحصول على الوظيفة الإدارية بسبب الجنسية، لذلك قرر أن يواصل دراساته العليا، وقد حصل أخيرا على الماجستير بتقدير «امتياز»، وفي هذه المرة زاد طموحه للحصول على وظيفة أكاديمية. يقول: «تقدمت بأوراقي للحصول على وظيفة أكاديمية ولكن لم أوفق، بسبب أن أحد بنود الحصول عليها يؤكد احتساب نقطة واحدة سواء كان طالب الجنسية لديه الثانوية أو البكالوريوس أو حتى الدكتوراه، وأتمنى أن يتم النظر في المؤهلات العلمية وتمنح نقاط متفاوته لكي يتم الاستفادة من الخبرات والكفاءات» هكذا يتحسر خالد على وضعه الحالي. مصدر مسؤول في إحدى الجامعات يشير إلى أن أبناء السعوديات مثابرون ومنضبطون في أعمالهم، ويرى أن تجنيس المميزين منهم سواء بوضع نقاط محددة على المؤهل العلمي سيكون له دور في استقطابهم والاستفادة من تفوقهم وقدرتهم على إثراء المؤسسات. ويؤكد المصدر أن خالد ليس وحده من يواجه هذه المشكلة بل هناك العديد من الكفاءات المميزة علميا ويجب الاستفادة منها وتوجيهها بطريقة سليمة. وحول كيفية الاستفادة من أبناء السعوديات، يوضح المصدر أن العديد من الجامعات تقوم بالتعاقد معهم سواء للعمل الإداري أو للتدريس كمتعاون، وأن حصولهم على الجنسية سيجعل الجامعات توظفهم بشكل رسمي وتستفيد منهم في الحركة البحثية والأكاديمية.