-A +A
«عكاظ» (جدة)
شكل مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور علامة فارقة ومحطة أساسية تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة في تأصيل التراث والحفاظ عليه، وتعزيز الهوية الوطنية بما ينسجم ومستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث يعد المهرجان محركاً فاعلاً ومؤثراً من شأنه الارتقاء بهذا الموروث الأصيل السعودي، ورفع الوعي بأهميته وقيمته الوطنية.

حيث جاء اعتماد النسخة الأولى لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور استجابة للنمو المتزايد من قبل المهتمين بهذه الهواية على الصعيدين المحلي والدولي، حيث تأخذ سباقات الملواح (الدعو) أهمية عالية بين هواة الصيد بالصقور وتربيتها في المملكة، وأخذت هذه الهواية التراثية تنتشر بسرعة وسط الأهالي ومحبي تربية الصقور، وقد تم تنظيم بطولات محلية عدة لها، واستقطبت أعداداً كبيرة من الصقارين المحترفين محلياً ودولياً، وبدأ التنوع واضحاً في نوعية الصقور.


إضافة إلى ذلك، يسعى المهرجان إلى المحافظة على هذا التراث الضارب في عمق التاريخ، ويحظى بمكانة كبيرة لدى العرب؛ ويحمل على عاتقه أيضاً تعريف الأجيال القادمة بالتراث، انطلاقاً من الارتباط التاريخي للصقر بتراث وثقافة المملكة، ويأتي ذلك في وقتٍ تعد فيه أعداد الصقور ومقتنيها في السعودية هي الأكبر على مستوى العالم.

ويحتل المهرجان مكانة عزيزة في قلوب الجميع، لارتباطه باسم المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ويعكس الاهتمام بصون التراث بشكل عام، وتراث الصيد بالصقور على وجه الخصوص، حيث يعد مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور من الوسائط الفاعلة التي تساهم في مد الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية، إلى جانب دوره الريادي الكبير في ترسيخ التراث، وتعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على منجزات الماضي وإرثه العريق، والسعي لصونه وغرسه في وجدان أبناء الوطن. ويتوقع أن يحقق المهرجان في نسخته الأولى نجاحاً منقطع النظير، على غرار ما تحقق في معرض الصقور والصيد السعودي، الذي أقيم الشهر الماضي بالعاصمة الرياض، ونظمه نادي الصقور السعودي.

وينطلق مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ويستمر حتى الثالث من فبراير المقبل بالعاصمة الرياض، ويتضمن الحدث إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية المصاحبة للسباقات التي تستهدف جميع أفراد العائلة.