محمد عبده
محمد عبده
-A +A
إبراهيم عقيلي (جدة) iageely@
ربما أرادت رياح التغيير أن تظهر من يتم فنان العرب محمد عبده معجزة، وقصة ترويها الأجيال، لتقول للعالم إن بعد المخاض راحة وبعد الشقاء فرحا، ففي سجلات دار الأيتام بجدة اسم سيردده العالم وسيحفر نقشا على جدار المجد والشهرة.

فالطفل الصغير الذي تقوده والدته برفقة شقيقته للدار ليس لديه معطف يقيه برد الشتاء القارس، ويختار دار جدة لتكون النواة التي ستنبت شجرة تسقط ثمارها على مئات الأيتام، تقدمت والدته بطلب إلى الملك فيصل (رحمه الله)، لإيداعهما في مؤسسة لرعاية الأيتام فوافق. كانت الأم تذهب يومياً للسؤال عن ولديها، ولشدة خوف طفلها الصغير عليها طلب من مدرسه أن يسمح له بالذهاب إليها يوما بعد يوم، وكان يحمل إليها الفاكهة التي يعطونها إياه ليذهب ويأكلها مع والدته كل يوم خميس. الغنى والصيت الذي ينعم به الفنان محمد عبده لم ينسه يوما معاناة الأيتام ليكلف نفسه مهمة البحث عن المحتاجين ومساعدة الأيتام، فكان عونا لكثير من المحتاجين والمتعففين.


سيرة فنان العرب ومعاناة البدايات تدفع دور الأيتام للعمل بشكل جدي ومختلف، فكم من يتيم موهوب عطله الإهمال، وكم من يتيم عبقري أودعه العمل الروتيني في أرفف الأنظمة ليكسر طموح الكثير من العباقرة والمبدعين.