-A +A
محمد العبد الله (الدمام) mod1111222@
كشف اقتصاديون متخصصون لـ«عكاظ» أن عودة الحياة الطبيعية بعد انتهاء منع التجول لمدة 3 أشهر ستنعكس إيجابيا على قطاع السياحة الداخلية، لافتين إلى أن الموسم يعد «صيف سعودي» بامتياز. وأشاروا إلى أن إيقاف الرحلات الدولية سيدفع السياحة الداخلية لتسجيل أرقام إيجابية خلال العام الحالي. وقال رئيس اللجنة الوطنية السياحية السابق الدكتور عبد اللطيف العفالق: «الخيار الحالي للسياحية في ظل استمرار إيقاف الرحلات الدولية بعد عودة الحياة الطبيعية ورفع منع التجول بعد أكثر من 3 أشهر من فرضها على خلفية مكافحة وباء كورونا، يدفع للتوجه إلى السياحة الداخلية بالدرجة الأولى، كما أن التوجه حاليا للتنقل بالمركبات عوضا عن استخدام الطيران في التنقل، يقلل من انتقال العدوى بفايروس كورونا». وأضاف العفالق: «المناطق السياحية الداخلية ملتزمة بالإجراءات الوقائية، كما أن السياحة الداخلية توفر البيئة المثالية وباتت الخيار المتاح في الوقت الراهن، إضافة إلى أن مسؤولية المواطن تدفعه لتجنب التواجد في الأماكن المشتبه بها؛ ما يعزز التوجه للداخل عوضا عن السفر للبلدان الخارجية؛ تفاديا للإصابة بالمرض، كما أن الصيف الحالي للسياحة الداخلية هو «صيف سعودي».

«مسار بحر» وبروتوكولات خاصة


أوضح رئيس الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين سطام البلوي، أن وزارة السياحة أصدرت قرارا للتركيز على السياحة الداخلية، لافتا إلى وجود طلب كبير على الوجهات السياحة الداخلية، ما يشجع مشاريع السياحة الداخلية.

وأفاد أن وزارة السياحة أعلنت افتتاح مسار البحر، الذي يركز على الوجهات السياحية ذات الأجواء المعتدلة، كما أن انتعاش السياحة الداخلية سينعكس إيجابيا على الوضع الاقتصادي، إضافة لتعريف السائح السعودي بالمواقع الداخلية، خصوصا أن نسبة كبيرة من السعوديين تسافر للخارج خلال الصيف، بيد أن جائحة كورونا تمثل فرصة للسياحة الداخلية للتعريف بنفسها.

وذكر أن تكاليف السياحة الداخلية خاضعة للعرض والطلب، منوها إلى أن ارتفاع تكاليف السياحة ليس خاصا بالمملكة ولكنها تشمل السياحة الخارجية. وأفاد أن جمعية المرشدين السياحيين تعكف على إنتاج بروتوكولات خاصة للتعامل مع السياح؛ لتفادي نقل العدوى. وأشار إلى أن وزارة السياحة تفرض رقابة شديدة على المنشآت السياحية؛ بهدف رفع مستوى الخدمة، إضافة للالتزام بالقوائم السعرية المعتمدة.

عودة رؤوس الأموال المغادرة

وبين المرشد والباحث السياحي علي اليوسف، أن الكثير من الشركات السياحية التي كانت تعول كثيراً على التأشيرة السياحية بعد افتتاحها في الربع الأخير من السنة الماضية تضررت، كما تكبدت دور الإيواء بكافة أنواعها خسائر متعددة على جميع المستويات.

وأشار إلى إطلاق هيئة الترفيه مشاريعها وأنشطتها المتنوعة؛ ما ساهم في عودة رؤوس الأموال المغادرة مرة أخرى لأرض الوطن، مرجعا ذلك لوجود عوامل محفزة لبقائها.

وشدد على أن العودة التدريجية وفق الضوابط والإجراءات الاحترازية تمثل الطريقة المُثلى للتعامل مع هذا القطاع حتى يبدأ بالتعافي التدريجي، مفيدا أن العروض الترويجية تُسهم في جذب السائح كما هو المعمول به حالياً على المستوى العالمي في جميع الوجهات السياحية. وذكر أن الأمور أخذت في التغير مع جائحة كورونا وتداعياتها، كاشفا إدراك العالم أهمية العودة التدريجية لقطاع الترفيه ما ساهم في عودة مدن ترفيهية في وجهات سياحية عالمية وفق الاحترازات الصحية. ونوه إلى أن العودة التدريجية ليس لجني الأرباح السريعة فقط، وإنما لرسم صورة إيجابية في ذهن السائحين تشجع على زيارة الأماكن الترفيهية.

حلول لتجاوز أزمة كورونا

وأكد رئيس لجنة الضيافة والترفيه بغرفة تجارة وصناعة الشرقية حمد البوعلي، أن القطاع يمتلك الكثير من الحلول لتجاوز آثار جائحة كورونا، لافتا إلى أن القطاع من أكثر الأنشطة التجارية تضررا نتيجة وباء كورونا، إذ اضطرت استثمارات للإغلاق خلال الفترة الماضية استجابة للإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتقال العدوى.

ولفت بقوله: «إغلاق قطاع الترفيه خلال الفترة الماضية أثر على التدفقات المالية وقدرة المؤسسات على تحمل النفقات وصرف الرواتب للعاملين، وقطاع الترفيه يستقطب آلاف الشباب السعوديين من الجنسين، وأتوقع أن يبدأ القطاع في استعادة عافيته بشكل قوي بعد انتهاء أزمة كورونا».

وتوقع خروج بعض الاستثمارات من السوق نتيجة أزمة كورونا ما يتطلب استخدام إستراتيجية «شد الحزام»، مفيدا أن المؤسسات التي تتعامل بحكمة وإجراءات مناسبة خلال الفترة القادمة ستخرج من الأزمة بأقل الخسائر.