عثمان أبا الخيل
عثمان أبا الخيل
-A +A
عثمان بن حمد أبا الخيل
«الفساد يعيق التنمية» عبارة مكتوبة على اللوحات الإرشادية على بعض طرقنا السريعة، فهل فعلاً أعاق التنمية؟ ترى هل هناك تعريف عالمي موحّد أم كل دولة لديها تعريف يتماشى مع وضعها، عموما منظمة الشفافية العالمية عرّفته وباختصار: «كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته»، والفساد ظاهرة من الظواهر الاجتماعية الخاطئة، وهي منتشرة بكثرة في جميع المجتمعات المتقدمة والمتحضّرة والنامية لكنها تختلف بدرجة انتشارها. والفساد آفة مجتمعية فتاكة تفشَّى سرطانها في أعصاب الحياة المجتمعية وفي عقول الناس الذين يسعون جاهدين للحصول مكاسب مادية أو معنوية بطرق غير مشروعة. ومن مظاهر الفساد الرشوة، المحسوبية، التحيّز، المال العام، استغلال السلطة، الفساد الإداري بكل طرقه، الفساد القانوني، الفساد المالي، الفساد بكل صُوره.

شعار الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شعار مميز وهو قول الله تعالى في محكم كتابه (ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) (القصص آية77)، ورؤيتها عالمية «أن نكون من بين الهيئات المتميزة عالمياً في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد»، ورسالتها: «العمل على حماية النزاهة ومكافحة الفساد في الأجهزة المشمولة باختصاصات الهيئة؛ لخلق بيئة عمل في تلك الاجهزة تتسم بالنزاهة، والشفافية، والصدق، والعدالة، والمساواة».


النساء أقل فسادا من الرجال في مناصب المسؤولية، وهُنّ الأكثر محاربة له، هل هذا صحيح وواقعي وملموس أم إنه لا يعدو أنْ يكون شِعاراً؟ وهل صحيح أنها تعمل ليل نهار من أجل تحقيق النجاح، وتعطى كل ما تملك من أفكار ومقترحات ورؤى على أرض الواقع؟ وهل صحيح حسب مسح أجرته مؤسسة Zenger folk man المتخصصة في إعداد القيادات الإدارية، والبرامج التدريبية، أن النساء يتفوقن على الرجال في 12 من أصل 16 مهارة من المهارات الإدارية الأساسية، مثل مهارة تطوير الذات والمشاركة في صناعة القرار وغيرها؟

المرأة اقل فساداً من الرجل، لأن فسادها إداريا ومالياً وقانونيا يعني فساد المجتمع، وصلاح المرأة يعني صلاح المجتمع هي كذلك صالحة مخلصة لعملها ومتقنة في أداء واجباتها غير متهربة من عملها، وعليه «تكافؤ الفرص»، أكثر المفاهيم بريقاً ولمعاناً لكنه غير مجد في التطبيق، بينما إتاحة الفرص تترك الحرية تامة حتى يصل الرجل المناسب للمكان المناسب، لماذا لا يغير هذا المصطلح ويكون الإنسان المناسب للمكان المناسب، والرجل أكثر جرأة من المرأة في اتخاذ القرارات المخالفة للقانون والمرأة لا ترضى مطلقاً بالفساد فهي تعمل على الاحتفاظ بمكانها ومكانتها كقدوة حسنه وهي جديرة أن تكون كذلك، أليست المجتمع كله؟

وفي الختام، الفساد لا يُفرّق بين الرجل والمرأة، لكن الواقع الذي نعيشه يقول إن النساء أقل فساداً من الرجال ولكن كما يقال لكل قاعدة شواذ وفي حالتها الشواذ ليسوا كثرا.

أقتبس: المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة.. وأدب السلوك.. ورقة الشعور «أناتول فرانس».

sureothman@hotmail.com