أحمد العطاس
أحمد العطاس
-A +A
أحمد محسن العطاس*
في زيارة خادم الحرمين الشريفين الميمونة لبعض دول شرق آسيا أخيرا وقعت السعودية عددا من الاتفاقيات الاقتصادية؛ ومنها مذكرة تعاون مع المؤسسة الصينية الوطنية للمواد النووية CNNC يتم بموجبها تنفيذ برنامج للكشف عن عنصري اليورانيوم والثوريوم في تسع مناطق بالمملكة تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 27 ألف كيلومتر مربع. ومدة هذا البرنامج عامان.

وأشارت الدراسات الأولية التي قامت بها المملكة في السابق إلى وجود مؤشرات على وجود اليورانيوم والثوريوم في بعض مناطق المملكة، وهذا البرنامج يمثل المرحلة الأولى كمشروع وطني لوضع المملكة على الخارطة العالمية في استخراج اليوارنيوم والثوريوم واستخدامهما في الأغراض السلمية.


ويهدف البرنامج الإستراتيجي إلى التحقق من كمية ونوعية الثروة المعدنية من خامات اليورانيوم والثوريوم والمعادن الإشعاعية الأخرى في المملكة، ما يساعد مستقبلا على وضع الخطط الاستثمارية في استخدام هذه الموارد مصدرا لوقود المفاعلات النووية للقوى الكهربائية. وتعتبر المؤسسة الصينية التي تأسست في عام 1959 من المراكز المرموقة في العالم في مجال أبحاث اليوارنيوم من التنقيب عن المعادن المشعة إلى معالجة النفايات النووية، وهذا البرنامج يمثل فرصة كبيرة لاكتساب الخبرة الفنية والإدارية والمشاركة الفعالة من قبل الجيولوجيين ومهندسي التعدين السعوديين في البرنامج المشار إليه، إذ تزخر المملكة ولله الحمد بكفاءات وطنية قادرة على المشاركة والتدريب وتحمل مسؤولية قيادة هذا البرنامج الوطني، وليس فقط تقديم الدعم اللوجستي للصينيين، متى ما اخترنا الفنيين السعوديين بعناية ووضعنا الثقة بهم ووضعنا نصب أعيننا تنفيذ المراحل اللاحقة لهذا المشروع الوطني من قبل هؤلاء الفنيين، وكذلك مشاركة الباحثين والمختصين من كليات علوم الأرض وكلية الهندسة في قسمي الهندسة النووية وهندسة التعدين، إضافة إلى المختصين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.

* مستشار هندسة تعدين