اشتهرت أرض النخيل (المدينة المنورة) منذ القدم، بأجود أنواع التمور التي أصبحت جزءاً من هويتها الزراعية والاجتماعية والاقتصادية، واكتسبت هذه المكانة ببركة دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لها، حتى غدت التمور أجمل ما يُقدَّم من هدايا بين البشر عبر العصور.

من أبرز الأمثلة على مكانة التمور في الهدايا النبوية:

ـ إهداؤه صلى الله عليه وسلم تمر «العجوة» إلى أبي سفيان وهو بمكة قبل إسلامه، تأليفاً للقلوب.

ـ إهداؤه تمراً لوفد «قبيلة بلي» حين استضافهم في المدينة، قائلًا: «استعن بهذا التمر»، في مشهد يجسد كرم الضيافة المدينية.

هذا البعد الإنساني والنبوي يفتح المجال اليوم لإبراز التمور كرمز حضاري، إذ يمكن تحويل هذا الإرث إلى منتجات حديثة تحمل الهوية المدينية.

ومن خلال تطوير طرق تقديم التمور بحِرفية وتقنيات مبتكرة؛ يمكن أن تصبح هدية تذكارية مميزة لكل زائر للمدينة المنورة، كما أن دمج العبارات الهادفة والشعارات المستوحاة من الهدايا النبوية والأحاديث عن التمور مع صور لروح المكان سيمنح هذه الهدايا قيمة مضافة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وبهذا، تظل التمور ليست مجرد منتج زراعي فحسب، بل رسالة حضارية تعكس مكانة المدينة المنورة عالمياً، وتعيد إحياء سُنة نبوية في تقديم التمور كهدايا.