-A +A
سعيد آل محفوظ SaeedAlmahfouz@
رحلة مبهجة تخيم بظلالها على أيامه ولياليه برونق عذب مختلف، تارة للاستزادة من معين أجره، وأخرى للتقلب في جميل ذكرياته، وما بين هذا وذاك مسلم عابد يقوم ليله، ويصوم نهاره، ويتقرب إلى ربه بصلة رحمه، والاستزادة من أعمال البر والإحسان، بحثاً عن البركة والأجر، ودخول الجنان.

أيامه ولياليه؛ ساعات ودقائق تحفها البركات، وتحيط بها الرحمات، فذاك يتقرب لربه بقراءة كتابه، وآخر يتحرى ليلة خير من ألف شهر، وغيره يسعى بمزيد من البذل والإنفاق، ويتقي النار ولو بشق تمرة.. أما عن التراويح وقيام ليله؛ فأمة مسلمة، تصلي وتسجد، متأسية بسنة نبينا عليه السلام.


ما أبهى شهر الخيرات، وما أعظم قيمته؛ فصيامه ركن، ومع نسائمه مغفرة، وفي جوفه عتق ورحمة، ذلك مما شرعه ربنا، واختص به شهر القرآن العظيم.. رمضان قصة إلهام تعبر الوجدان لتلامس الذكريات بعمق؛ فتنتج مشاعر الفرح والدفء، وشيئا من حزن الفقد، وحنين أيامه.

إن الحنين للماضي في غالبه لروعة ما كنا عليه؛ من جمال أرواحنا، وقلة همومنا، ووجود مقومات السعادة من أب وأم، واكتمال عقد الأسرة؛ أما عند اختلال ذلك؛ فستجد الحنين ينمو ويكبر، ويؤرق فكرك، ليقتل سعادتك برمضان، ويؤجج بداخلك ضعف الهمة، وقلة الحيلة، لتقضيه بتعاسة!

عن الحكمة والرضا وما يجب؛ يبقى الأنس بقدومه، والسعادة بحلوله؛ سمة المؤمن لينير مسيرته في الحياة بحسن عمله، ويستذكر من رحل بجميل دعائه، وفيض عطائه.

سأل ابن والده عن رمضان وذكرياته؛ فأومأ برأسه وقال لقد كان أجمل، فكبر الابن ليسأله ولده ليجيب قد كان أجمل، فكل لحظة من رمضان ستبقى ذكرى فاصنع من رمضان الحاضر شيئاً من ذكريات الماضي، لتسعد بها نفسك ومن حولك؛ فرمضان اليوم سيعود غداً ذكرى.

أخيراً..

إن الطمأنينة بحلول شهر الخير، والفرح بقدومه؛ يبهج النفوس، ويداوي الجروح، ويعمق الإيمان واليقين في قلوبنا، كما أنه يصنع لأسرنا وأطفالنا حالة من الإيجابية والسعادة، ويحفر أثره في أعماق الذاكرة.