-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• انتهى موسم كرة القدم في السعودية، فاز من فاز، وخسر من خسر، وتُوِّج من تُوِّج، وصعد من صعد، وهبط من هبط.. زروع قطفت ثمارها فرق رياضية خططت فنالت وحصدت.. تلك هي الحياة إن بذلت أخذت، وإن عملت حصدت، فما تزرعه اليوم تحصده غداً.. كما في بيت الشاعر الحطيئة: «من يزرع الخير يحصد ما يُسَر به، وزارع الشر منكوس على الرأس».

•• وحين التقت إحداهن الرسام الشهير «بيكاسو» أخرجت ورقة بيضاء وقلماً رصاصاً وطلبت منه أن يرسم لها، تناول الورقة وعقب ثلاثين ثانية أعادها إليها تحمل لوحة فنية خلَّابة، ولما همَّت بالمغادرة طلب منها أجرة ما رسمه مليون دولار، قالت: لكنك لم تستغرق سوى ثلاثين ثانية فقط، فأجابها: لكنني أنفقت من عمري ثلاثين عاماً لأتعلم كيف أرسم هذه التحفة في ثلاثين ثانية.


•• فكرة هذه المقالة ليس حكاية رسَّام أو حدث رياضي، إنما حديث عن «رمانة الحياة»؛ فوزاً وخسارة، وحكمة قديمة حفظناها منذ صغرنا وتعلَّمناها في المدارس «من سار على الدرب وصل».. بعضنا تدل أفعاله على إيمان بالعمل ثم الحصاد، وآخر يخون حِكَم تعلمها ورددها، وفئة كبرت همومها الدنيوية فتناست مبدأي: «والذين لا يجدون إلا جُهْدَهم»، «إنَّا لا نُضيع أجر من أحسن عملاً».

•• ما سبق كله تمهيد للولوج إلى خير أيام العُبَّاد أيام الحج والعشر الأوائل.. أيام أقسم الله بها تنويهاً بفضلها، وإرشاداً لمكانتها.. أيام مباركات هلَّت زاخرة بالأعمال الصالحات.. أيام يتضاعف فيها الأجر وتغفر السيئات وترفع الدرجات.. أيام صومٍ وذكرٍ وتهليلٍ وتكبيرٍ وتوحيدٍ ودعاءٍ وأضحية.. أيام صلة الأرحام والتماسك والترابط.. تلك هي الدروس التي تعلمناها من سبورة موسم البركات بمنهج رباني خاص.

العشر بين الزراعة والحصاد

أيام دروس من سبورة المواسم الربانية

أيام رمانة ثمار الأولى وحصاد الآخرة

أيام من خانها كبرت همومه الدنيوية

أيام من يزرع الخير يحصد ما يُسَر به