-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• مع كل موسم رمضاني تداهمنا الفضائيات بعشرات المسلسلات الدرامية التي تجمع الأسرة وأبناءها حول «التلفاز»، إلى أن أصبحت جزءاً من الشهر وطقساً معتاداً ومساحة يومية للحوار العائلي والمتابعة الجماعية.. هذه العادة السنوية المتداخلة مع المشاهدة العالية للمسلسلات التي أسموها «رمضانية»؛ أغرت شركات الإنتاج لتكثف صناعة أعمال درامية جديدة كل رمضان دون غيره من الأشهر، لإدراكها أنها سوف تخرج بأرباح طائلة.

•• ذلك التسابق المحموم لشركات الإنتاج والفضائيات؛ خطف بعض المشاهدين إلى منتجاتها الدرامية الهابطة، فحجزت تلك المسلسلات المتزايدة سنوياً مكاناً لها على الشاشة الفضية.. ولطغيان شهوة الربح المالي لصانعي الدراما؛ نحت الدراما الحديثة إلى الابتذال، متخلية عن الجوانب التثقيفية.. وبسبب تلك المهنية الدرامية الطامعة في المال والشهرة؛ استجاب بعضنا لها فانسلخ تدريجياً عن قداسة رمضان وعبادته إلى التوجه نحو المتعة الدرامية.


•• ثمة أمر آخر، وهو خطورة تزايد المسلسلات الرمضانية سنوياً على الأطفال، فابن السادسة إلى الثانية عشرة يدرك ما يراه واقعاً بالإعجاب والإصغاء بحواسه للأحداث الدرامية.. بالتالي يقلد شخصيات يراها خارقة، فيشكل ذلك بلورة لشخصيته منذ طفولته قبيل دخوله سن المراهقة.. وربما يتحول أحد أبطال المسلسل ليصبح قدوة له فيعادي أباه أو أمه بسبب قدوة وهمية مترسخة في ذهنه وداخل أعماقه.

•• الطفل لا يدرك تماماً مشاهد المسلسل وأحداثه، لذا ينظر له بشمولية تخلو من التحليل والفهم.. اللقطات العنيفة تتحول لردود أفعال معاكسة، خوفاً وهلعاً يؤدي إلى الانطواء، أو يترسخ لديه أن العنف هو القوة وهذا مكمن الخطر.. وللخروج بنتائج إيجابية لصالح الطفل، نحن في حاجة لمراقبة تصرفاته عند مشاهدته التلفاز، مع تقليل الساعات التي يقضيها أمام الشاشة حماية لفكره وصحته ونظره.