-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• استجبت لدعوة عشاء من أحد أنبل الأصدقاء في داره العامرة بالعروس البهية «جدة».. أمسية حملت فكر كوكبة مختارة من اللغويين.. ليلة تزامنت مع احتفاء المؤسسات الثقافية العربية بلغتنا الراسخة في «اليوم العالمي للغة العربية».. دار نقاش بين قائل بأن مفردات اللغة العربية ومصطلحاتها ضاعت بين أبناء جيل حديث، وآخر متفائل بازدهارها حين نضع مشروعاً لإعادة لفْحِها بالاستفادة من التقنية الحديثة.

•• لم أكن مذبذباً بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. طرحت رأياً متناهي الوضوح ولم أجد إجابة شافية.. وألقيت على طاولة الحوار جرائم مذيعي فضائيات «النص كُم» وإذاعات «FM» في حق لغتنا العربية بتدمير أصولها.. وقلت حائراً متسائلاً: ماذا جرى للغتنا لتصبح في منطقة معزولة ببركة هؤلاء أنصاف المتعلمين، أم هو فعلٌ «محبوك» من جهات خارجية لكسر لغة الضاد؟.


•• إذا كانت هناك علاقة عضوية بين اللغة العربية ووسائل الإعلام، فذلك يغري بالدراسة والبحث للوقوف على معالم ارتباطهما الفعلي.. وإذا كان هناك اختلاط بين حابل «العربية» ونابل «الإعلام»؛ فسوف تصاب هوية اللغة الفصيحة بالتدجين والارتجاج والمسخ.. وإذا دخلت اللهجة العامية في الخطاب الإعلامي واختل الالتصاق بينهما وتخلخل نسقهما؛ لن تنزل وشيجة ترابطهما برداً وسلاماً على اللسان العربي، ولات حين مندم.

•• إنْ أردنا التخلص من مظاهر التحلل من قواعد اللغة؛ فعلينا إعادة هجيرها وحرارتها وقيضها.. وإنْ تركنا العابثين بأثيل اللغة ومصطلحاتها؛ فإننا نرتكب جريمة كبرى في حقها حين نسمح بالاعتداء عليها.. وإنْ بقيَ جيلنا يتمادى بأخطائه عند نطقه اللغة؛ ضاعت من ذاكرة الأجيال القادمة.. وإنْ أهملنا تدريب أبنائنا على المخارج الصائبة للكلمات العربية؛ لن نجد زمناً تُكتب فيه لغة عربية سوية.