-A +A
د. راشد بن عبدالرحمن العرفج / دكتوراه في تكنولوجيا وعلوم الأغذية ralarfaj@

في السابع من يونيو من كل عام تحتفل الجهات الرقابية والمنظمات الدولية ذات الاختصاص باليوم العالمي لسلامة الغذاء الذي يهدف لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لضمان سلامة الغذاء ورفع مستوى الوعي. شعار هذا العام وهو العام الثالث للاحتفال باليوم العالمي «غذاء آمن اليوم لغدٍ مفعم بالصحة»، الذي يعكس مدى الحاجة لتوفير أغذية آمنة وصحية، وكذلك تبني الحلول العلمية لضمان توفر الغذاء السليم للأجيال القادمة، مما يحقق أهداف التنمية المستدامة (SDGs). في هذا العام (2021م) يتم الاحتفال أيضاً بالسنة الدولية للفواكه والخضروات التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف زيادة الوعي بمنافع استهلاك الفواكه والخضروات.

بالرغم من أن فايروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) لا ينتقل عبر الغذاء أو يتكاثر فيه، إلا أن جائحة كورونا مكنت الدول من التركيز على القضايا المتعلقة بسلامة الغذاء مثل إجراءات النظافة الجيدة، إجراءات تداول وإعداد الغذاء والحد من التلوث الخلطي، ومقاومة مضادات الميكروبات وغيرها.

أما ما يتعلق بسلاسل الإمدادات الغذائية، فقد كان هناك أثر مباشر للجائحة على سلاسل الإمداد أدى لتعطل حركة الإمدادات والنقل حول العالم، ما اضطر الحكومات والمنظمات الدولية للعمل على تجاوز هذا التحدي، وضمان توفر الغذاء الآمن والصحي والموثوق.

الجدير بالذكر أن أعداد حوادث الأمراض المنقولة بالغذاء تراجعت خلال العام المنصرم مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك حسب الإحصاءات الصادرة من عدد من الدول منها بريطانيا، أيرلندا وأسبانيا. قد يُعزى هذا الانخفاض إلى الإجراءات التي اتخذتها الدول خلال الجائحة للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد مثل حظر التنقل، إغلاق المطاعم والمقاهي، التباعد الاجتماعي، الإجراءات الوقائية والتدابير الصحية المطبقة على العاملين في تصنيع وتداول وإعداد الأغذية، كالنظافة الشخصية وغسل اليدين والتعقيم وغيرها. كما أن عدم تبليغ الأفراد للجهات الصحية بأعراض التسمم حال وقوعها أثناء فترة الجائحة قد يكون له أثر في الانخفاض.

ختاماً، يعيش العالم أجمع خلال هذه الفترة تسارعاً في تطور التقنيات الحديثة والابتكارات العلمية (على سبيل المثال: إنتاج اللحوم المستزرعة، الأغذية المعدلة وراثياً)، ما يستدعي الجهات التشريعية والمنظمات الدولية لمواكبة هذه الطفرة العلمية، والعمل على الاستثمار في تطوير قدراتها العلمية لتقديم الرأي العلمي، ودعم اتخاذ القرارات وبناء التشريعات والتنظيمات المبنية على الرأي العلمي الرصين للتأكد من سلامة ومأمونية الأغذية.