-A +A
حمود أبو طالب
أحرص على متابعة حسابات تويتر للسفراء والدبلوماسيين الأجانب في المملكة لمعرفة طبيعة نشاطاتهم وآرائهم وانطباعاتهم ومشاهداتهم وتعليقاتهم على ما يحدث لدينا من حراك، وعلى سبيل المثال أتابع حساب السفير الياباني الجديد، وكذلك السفير الفرنسي والسفير الصيني كمثال على الحسابات النشطة لممثلي دول مهمة سياسيا واقتصاديا، فهؤلاء لا تقتصر تغريداتهم على التعبير عن المستجدات في علاقات دولهم بالمملكة، أو مواقفها تجاه القضايا السياسية، بل نجدهم ينشرون معلومات عن زياراتهم لمناطق المملكة والتعرف على خصائصها والالتقاء بالمسؤولين فيها، والأهم حرصهم على التعرف على المثقفين والكتاب والإعلاميين والفنانين والمؤرخين، والمنتجات الفكرية والثقافية، والمشاركة في فعاليات متنوعة، وبذلك هم يقتربون من نخب المجتمع السعودي، ويستطيعون تسويق بلدانهم ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، بالإضافة إلى تعميق معرفتهم بمجتمعنا وتوجهاته وما يحدث فيه.

هذا الدور في اعتقادي هو من أهم أدوار الدبلوماسية العامة للسفارات، ومن خلاله تحاول النجاح قدر المستطاع في تكوين صورة ذهنية إيجابية عن بلدانها ومجتمعاتها، وكذلك مواقفها السياسية وعلاقاتها. إنها تقترب من النخب التي تشكل الرأي العام لترسيخ حضور إيجابي وانطباعات جيدة، وذلك ما يدفعنا للتساؤل عن اضطلاع سفاراتنا بمثل هذا الدور، خصوصاً في الدول المهمة، التي تهمنا مواقفها من قضايانا، خصوصاً وأننا نواجه بعض الحملات الممنهجة الزائفة التي تستهدف وطننا وقيادته وشعبه، وتحاول تشويه مشروعنا التنموي الجبار المتمثل برؤية 2030.


وللإنصاف فإن بعض سفرائنا يبذلون جهوداً ملحوظة في هذا الجانب، ولهم نشاط كثيف على كل الأصعدة، نلمسه من مشاهداتنا وفي حساباتهم بمواقع التواصل، ومن إشادة الأوساط الإعلامية والثقافية في الدول التي يمثلوننا فيها، لكننا نتمنى أن تنتقل هذه العدوى الحميدة إلى كثير من سفاراتنا المنغلقة على نفسها، الخاملة في نشاطها والمنفصلة عن الأوساط المؤثرة.