-A +A
خلف بن هوصان العتيبي
عندما تذكر الإبل.. فإننا نستحضر ماضياً عريقاً يتجدد حاضراً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، ومن هذا المنطلق اهتمت المملكة العربية السعودية على مر تاريخها بالحفاظ على هذا الموروث الأصيل، الذي يمثل تاريخاً عريقاً ومجداً خالداً للإنسان العربي والسعودي بشكل خاص، حيث جاء في ظل هذا الاهتمام صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء نادي الإبل امتداداً لهذه الرعاية الكريمة.

حيث ما فتئ الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين رئيس مجلس إدارة نادي الإبل ومؤسّس ورئيس المنظمة الدولية للإبل، من قيادة هذا الصرح ونقله إلى حيز النجاحات بتوجيهات سديدة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المشرف العام على النادي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.. لتحدونا التطلعات وتغشانا الآمال في احتضان صناعة الاستثمار في الإبل ومنتجاتها أسوة بالصناعة السعودية التي فرضت نفسها عالمياً.


ولا أبالغ إذا قلت إن الشيخ فهد بن حثلين بقيادته لدفة هذا النادي العريق استطاع ترسيخ مفهوم اقتصاديات الإبل.. الذي ظهر من خلال حشد الطاقات وتوظيف الخبرات في تنويع وإثراء مشهد منافسات الإبل واستثمار فعالياتها المختلفة، وندلل على ذلك بإطلاق فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في كل عام مما يتناغم مع رعاية هويتنا وإرثنا الزاخر.

ورغم المدة القصيرة التي تقاس في عمر الزمن من إنشاء نادي الإبل إلا أن قائده رسخ شراكته مع البيئة الاقتصادية، وكسب ثقة مجتمع الأعمال، وذلك بتركيزه على تواجد المستهدفات المستقبلية التي يرسمها نادي الإبل، والرؤية الاحترافية الاقتصادية، التي يبنيها من خلال انفتاحه وتقوية علاقته مع المجتمع وعشاق منافسات الإبل، والمهتمين بتربيتها، وضمهم تحت لواء إكمال منظومة اقتصاديات الإبل.. هوية، وعراقة، وتراثا، وأصالة تأريخ، وعراقة حاضر.

كما نرقب على إثر هذا الاهتمام ما يبذله رئيس اللجنة الاقتصادية لنادي الإبل وممثل النادي بالمملكة في المنظمة الدولية للإبل الأمير عبدالرحمن بن خالد بن مساعد بن عبدالعزيز، من مساعٍ خيرة ومجهودات حثيثة لرصد الفرص الاستثمارية واستشراف المشروعات المستقبلية لهذا القطاع التي تتنافس عليها الأسواق المحلية والعالمية، في ظل رغبات أصحاب الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة للتعاون وبناء استثمارات واعدة في هذا الاقتصاد الواعد وفق ما تخطط له رؤية المملكة 2030 في إيجاد بدائل الاعتماد على النفط.

إن توظيف هذه القدرات الاقتصادية الهائلة، سيسهم في دفع عجلة التنمية والاستثمار الأمثل لما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات، قلما يوجد المثيل لها في دول العالم.. والعمل وفق نهج مدروس ومخطط للوصول إلى ما نطمح له ويطمح له الجميع.. مما سيتجسد واقعاً ملموساً -إن شاء الله- خاصة مع تضافر جهود نادي الإبل ومضيه في بناء الشراكات الاستثمارية مع الجهات المختلفة، وفي مقدمتها الحرص على دعم تسويق البرامج والأفكار الإبداعية ودعم مختلف المناشط والفعاليات التي يسعى لتنظيمها النادي.. وذلك لرعاية هذا التراث والمحافظة عليه ودعم قيام مشروعات رعاية الإبل كموروث عربي أصيل في مختلف محافظات ومناطق المملكة، إضافة لفتح آفاقٍ أرحب لرواد الأعمال لتشييد المشروعات في قطاع الإبل الذي سيوفر المزيد من الفرص الاستثمارية والوظيفية للشباب السعودي.

* نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة عضو اللجنة الاقتصادية لنادي الإبل