-A +A
هيلة المشوح
أُقلّب في القنوات الأجنبية فأشاهد حالة الهلع أثناء الجائحة العالمية لفايروس كورونا في دول كنا نراها أنموذجاً في التطور والصناعات والاكتفاء الذاتي وفوائض السلع والتصدير والضوابط التجارية الصارمة إلخ، ولكن الذي فوجئنا به جميعاً أن الواقع مغاير تماماً للصورة البراقة التي رسمناها، فهذه الدول المتقدمة في كل شيء أصبحت أمام الأزمة هزيلة ومتأخرة في حقوق الإنسان ومقوماته الصحية والغذائية وكذلك الأمنية، نعم الأمن الذي جعل الأمريكيين يسارعون لاقتناء الأسلحة منذ بداية الأزمة خشية انفلات الأمن وانتشار الجريمة، والاكتفاء الغذائي الذي نراقب تراجعه بشكل يومي على شاشات التلفزة من تدافع وزحام وطوابير على المتاجر ورفوف خالية واحتياجات غذائية تكاد تنفد أو نفدت فما الذي سيحدث لو طال أمد الأزمة وتأثرت البورصات وتراجعت المدخرات وانهكت البنوك فقد يزداد الأمر سوءاً كما أشار الرئيس الأمريكي قبل أيام ووصف هذه الأيام بالوقت الأصعب.

أعداد الإصابات بفايروس كورونا حول العالم لا تزال في تصاعد، ففي إيطاليا وإسبانيا وأمريكا وبريطانيا حالة من الذعر إزاء الأرقام تلازمها حالة عجز في المعدات الطبية وأجهزة التنفس وأدوات الوقاية البسيطة كالكمامات والمعقمات؛ هذا فضلاً عما ذكرته آنفاً فيما يتعلق بنقص المؤن الغذائية، وفي كل ما يحدث في العالم من حالة استنفار، تتفاوت أرقام الإصابات في المملكة العربية السعودية بشكل يومي بين ارتفاع وهبوط ولكنها تظل في معدل المعقول نتيجة الإجراءات المشددة التي انتهجتها المملكة منذ بداية الأزمة، ولكن ما أود التركيز عليه حقيقةً هو الاستقرار الذي نعيشه في المملكة العربية السعودية حيث لم يتغير علينا سوى التزام البيوت، ما عدا ذلك فنحن ننعم ولله الحمد باستقرار تام في إمدادات الأغذية وهدوء في التبضع ومخزون كبير من المواد الغذائية، وخدمات طبية عالية شملت المواطن والمقيم بوفرة كبيرة في الأدوات والمعدات والأدوية، والجدير بالتذكير هو أننا بلد منتج أنعم الله عليه باكتفاء ذاتي ووفرة في الثروات الزراعية والحيوانية ومصادر المياه ومصانع الأغذية والمواد الاستهلاكية يواكبها حرص شديد وجولات تفتيشية مكثفة ومراقبة كبيرة لرصد التلاعب والغش التجاري، وهذا كله لن يتحقق دون إدارة حكيمة من قيادة وضعت المواطن نصب عينيها، فسخرت كل جهات الدولة لخدمته وتوفير احتياجاته لتصبح تجربة كورونا في المملكة العربية السعودية تجربة رائدة تسطر في أنصع صفحات التاريخ.


ختاماً..

هل سمعتم يوماً بمصطلح «إدارة الأزمات»؟

هو تماما ما تقوم به المملكة بجدارة في هذه الأزمة!