-A +A
هيلة المشوح
وافق الثاني من ديسمبر اليوم الوطني الإمارتي، يوماً محفوراً في قلوبنا كسعوديين نحتفل به تعبيراً عن نشوتنا وحبنا لهذا البلد الشقيق والحبيب على قلوبنا قيادة وشعباً وأرضاً.

تتبدل المواقف، وتتغير التحالفات تبعاً للمصالح ومتغيرات السياسة، ولكن أن يكون حليفك هو سندك وشقيقك والمتسق مع كل مواقفك حتى قبل أن تعلنها فهذه هي العلاقة النادرة التي نفخر بها والتي عبر عنها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بهذه الكلمات العظيمة: (علاقات المملكة ودولة الإمارات تجاوزت العلاقات الدبلوماسية والتحمت لتكون علاقة العضد بعضيده، نسأل الله أن يحمي هذا الجسد الواحد).


تتوشح الإمارات بعلم المملكة في كل يوم وطني وكذلك الحال في المملكة في كل عيد وطني إماراتي؛ وبما أننا نعيش هذه الأيام احتفالات هذا العيد الإماراتي الذي أصبح يمر علينا في المملكة بنفس بروتوكولات ومشاعر ونشوة يومنا الوطني فلا يسعني إلا أن أعرج على بعض المحطات التاريخية لهذه العلاقة الخليجية الفريدة والمتميزة التي بدأت قبل تأسيس الاتحاد وتحديداً في عام 1967 حين تم اللقاء التاريخي بين الملك فيصل والشيخ زايد -رحمهما الله- في زيارة الأخير للرياض، تباحثا خلالها بشأن مشروع الاتحاد وبعض المشتركات الاقتصادية والنفطية، ويحتفظ الأرشيف الوطني البريطاني بخطابات متبادلة تؤكد عمق العلاقة وتجذرها بين الزعيمين وبالتالي بين البلدين الشقيقين، فكانت الانطلاقة من أبوظبي سنة 1971 حين أعلن الشيخ زايد -يرحمه الله- تأسيس الاتحاد لهذه الإمارات المتفرقة التي لم شملها بعد الشتات؛ فكان من الطبيعي أن يُجمع شيوخ الإمارات على صاحب هذ المبادرة الشيخ زايد ليكون رئيساً للدولة منذ تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر 1971 واختيار الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي شارك الشيخ زايد في صناعة الاتحاد نائباً لرئيس الدولة، ومن يومها لم تتوقف هذه الدولة عن مشاريع النماء والتقدم حتى أصبحت يومنا هذا أنموذج للدولة المتحضرة وأيقونة للتطور في شتى المجالات بفضل سواعد رجالها المخلصين وحكامها الأفذاذ.

باسم الشعب السعودي أهنئ الشعب الإماراتي الشقيق وقيادته بيومهم الوطني وأقول لهم: أنتم الأشقاء وأنتم السند والعضيد في السراء والضراء، نسأل الله أن يحفظكم وأن يديم تلاحمنا وأخوتنا، وعيدكم الوطني تاريخ حُفر في «روزنامة قلب» كل سعودي!