-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
كلما قطعت المملكة الطريق على أباطيل الكائدين، نفث الماكرون نار أحقادهم بتصريحات وتسريبات مجهلة مدفوعة بأجندات خبيثة لدول مارقة، وأخرى لا ترى ولو بنصف عين ما يُرتكب من اغتيالات عامدة متعمدة على أرضها وأراضي غيرها، وجرائم بحق سيادة دول وحياة شعوب، وليست آثام الخريف العربي وتداعياته الماثلة ببعيد، بمخططات وأموال وأذناب ثنائي الشر الإيراني القطري في المنطقة ورافعة تركية، فيما كانت المملكة ولا تزال في صدارة المواجهة والمسؤولية الأكبر في إحباط كل ذلك، وهذه أحد أهم دوافعهم لاستهداف بلادنا، وهو المشهد الأهم والأخطر في استمرار التفاعلات الجيوسياسية ورأس الحربة فيها الإعلام المأجور.

وإذا كانت الحملات الهستيرية المحمومة من قوى وتيارات ووسائل إعلام معادية في الغرب أمرا معتادا بحكم أجنداتهم، فإن التصريحات السياسية من بعض عواصمه تكشف عن تناقض وازدواجية المعايير وانتهازية فجة تدرك المملكة دهاليز مآربهم، لكن ما يصعب تفهمه هو نعيق أصوات عربية، وكذا مواقف دول لا ترتقي لمستوى التحديات التي تواجهها المملكة وما تتعرض له من ضغوط ومحاولات تشويه مضللة، وفي ذلك جحود بالمواقف المبدئية التي بذلتها وتبذلها بلادنا لدعمهم.


المملكة وبتقارير وشهادة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، تتصدر الجهد الإغاثي على أكثر من صعيد تجاه شعوب منكوبة بكوارث طبيعية أو بصراعات مدمرة، ومن خلال برامج مساعدات ومنح وقروض ميسرة للدول الفقيرة، ولولاها لأعلنت إفلاسها وسقطت في براثن الفوضى، وتبذل المملكة هذا العون دون تفضل إحساسا نبيلا منها والتزاما بواجباتها ومسؤوليتها الكبيرة تجاه دول وشعوب الأمة وغيرها، وليس آخرها قبل أيام إسقاط 6 مليارات دولار ديون مستحقة لها على الدول الأكثر فقرا والأقل تنمية.

إن الحملة الشعواء تضع أمامنا عدة نقاط لا شك فيها، أولها أن المملكة مستهدفة بضغوط وحرب معنوية تستهدف تشويه صورتها وهز مكانتها وعرقلة دورها الريادي، بمحاولة إثارة وتشكيك الرأي العام جراء جرم بشع من جانب المتهمين أضر كثيرا ببلادنا التي بادرت بإجراءات التحقيق لتطبيق العدالة بحقهم بكل شفافية، وثانيها أن غبار الحملة المسمومة وهوجتها المغرضة ستنتهي في قريب الأيام حتى وإن ظن البعض غير ذلك، ويبقى فرز المواقف أمرا حتميا، وجزى الله الشدائد مهما كانت قسوتها ومرارتها.

ثالثا وهذا هو الأهم إننا كمواطنين سعوديين ندرك أبعاد لعبة السياسة وحروب الإعلام إقليميا وعالميا، وحجم التربص بالمملكة لتمرير ما يمكن تمريره من مخططات وأطماع، وهذا ما يراه أيضا كل عاقل ومنصف يدرك حجم المخاطر التي تموج بها المنطقة.. ورابعا الثقة أكيدة بأن الغمامة حتما ستنقشع وتتكشف أبعاد المكر ببلادنا، وفي الوقت نفسه ستتعاظم بإذن الله أحلامنا وإنجازات قيادتنا الحكيمة، ليس فقط لنا ولوطننا إنما لأمتنا ومنطقتنا العربية بكل تطلعاتها وهو ما تحدث به سمو ولي العهد بكل الصدق، وهذا هو ديدن الكبار ومسؤولياتهم في زمن انفلتت في الأطماع والتشوهات السياسية.

المملكة بإذن الله ثم بحكمة القيادة ورسوخ هذا الوطن ستخرج أكثر قدرة ومنعة، ومن أوغلوا في الكيد ومن أساؤوا سينقلب عليهم سحرهم، وتبقى التحركات السياسية للمملكة والمسؤولية الإعلامية مسارين رئيسيين لمخاطبة العالم بالحقائق، ويظل وعينا الوطني اليقظ الصخرة التي تتحطم عليها كل صنوف الشر، وستتجاوز المملكة تلك التحديات بإرادة وخطوات أكثر إنجازا.

* كاتب سعودي