-A +A
مها الشهري
على خلفية ظهور وكيلة وزارة التعليم الدكتورة هيا العواد بحجابها دون تغطية الوجه في مؤتمر تعليم 2018، امتعض البعض من ذلك بالنظر إلى تخوفهم على مستقبل التعليم ونمط البيئة التعليمية للنساء والفتيات.

من البعد التاريخي وبالعودة إلى المربع الأول حيث رأى المتشددون قبل أكثر من نصف قرن أن قرار تعليم المرأة فتنة تمهد لإفساد النساء، فالنسخة المطورة من ذلك المنتج الفكري تريد اليوم أن تكون المدارس كالبيوت، أي وسيلة مخصصة للحصار والعزل عن الحياة العامة، بالتالي جاء فرض القيد على الحياة التعليمية للمرأة شرطا للموافقة على حصولها على التعليم، مع تضخيم هذه الفكرة بمبررات واسعة لا أصل لها في الدين حتى أخذت حيزها في اللاوعي الاجتماعي وأصبحت أكثر الأسر ترى في ذلك حماية لبناتهم وقيمهم الدينية والفكرية، على اعتبار أن الخروج عن هذا النمط يأتي في الوقت نفسه بمثابة الخروج عن الأخلاق والدين.


كان من السيء أن يؤخذ مفهوم الاحتشام للمرأة على طريقة الفرض، والأسوأ من ذلك أن يتحدد في نمطية واحدة لا تتجاوز الإطار التقليدي للفكرة، من حيث لا يوجد اعتراف لحق التعددية الفكرية في ذلك وامتلاك الناس لخياراتهم، ذلك يتشكل أيضا في بعض ما تمارسه قائدات المدارس في فرض الشكل المحدد للباس على معلمات وطالبات المدرسة، وربما يفعلن ذلك بناء على التوجيهات التي تأتي إليهن من الوحدات الإشرافية ثم تحاسبهن بالتالي على أدنى تقصير، ذلك أيضا لا يشمل بعض المدارس الأهلية التي يقوم فيها الأمر على رضا العميل!

لا بد أن تكون البيئة التعليمية للمرأة قادرة على تحقيق الأمن الفكري من باب أولى، حيث إن أسوأ فكرة تتمخض من هذه القضية هي ربط الأخلاق بالمظهر والتوجيه للأفكار على سبيل الفرض.