-A +A
عبده خال
الصواريخ التي أطلقت على مدن المملكة تؤكد أن إيران تقف خلف شحن الحوثيين وإعطائهم الثقة على مقدرة العبث ببلادنا واكتساب معركة يكذبها المنطق والتاريخ.

فبعد الحرب العالمية الثانية وضحت خريطة العالم، كخريطة سياسية، واستطاعت كثير من الدول حل خلافاتها الحدودية، ولم يعد ممكنا تجبر دولة على أخرى كاحتلال (إسرائيل مسمار وضع قبل الحرب العالمية الثانية كعهد التزمت بتنفيذه بريطانيا) أقول لم يعد ممكنا نشوء حرب بقصد الاحتلال وإن حدث فإن المجتمع الدولي على بينة من الخريطة التي تم رضى دول التحالف على التقسيم ويحمل سجل الحروب مبدأ حق تقرير المصير.


ولأن الثورة الإيرانية بقيادة الخميني الذي أطلق مشروعها قامت على تصدير الثورة وما زالت غارقة بهذا التصدير فأجهدت نفسها واقتصادها وشعبها خلف هدف لن يتحقق، وكل الدول المحيطة بإيران تعلم علم اليقين أنها دولة تبحث عن امتدادها فتتدخل في كل بلد يحدث فيه فشل الدولة، وليس ببعيد تدخلها في العراق وسورية ولبنان واليمن، والوضع الجغرافي مكنها من الدخول الفعلي إلى الأراضي العراقية والسورية بسبب معطيات الحرب في البلدين، إلا أن ابتعاد لبنان واليمن جغرافيا يجعل دولة إيران دولة معتدية وتكشف النوايا المضمرة في تصدير الثورة وإدخال المنطقة في ارتباك عسكري وأمني واقتصادي، ولأن الظروف العسكرية جعلت إيران تضع قدميها في العراق وسورية تكون السعودية هي الهدف الجغرافي الرئيس؛ ولهذا تحركت السعودية لتحمي كيانها حين زرع الإيرانيون ذراعا تستهدف المملكة وتقويضها من الداخل والخارج، فكانت ميليشيات الحوثيين الأداة للعبث في العمق الإستراتيجي للسعودية من خلال اليمن والذي ساعدت ظروف الثورة اليمنية في إحداثه وبالتالي سارعت السعودية لأن تقف بجيشها على الحدود الجنوبية، أولا لمناصرة الشرعية اليمنية وثانيا لصد العدوان الحوثي على حدودها الجنوبية الذي تقف خلفه إيران..

ولأن ثمة اشتراطات حملت السعودية نفسها بها ومنها حماية اليمن دولة وشعبا وأن لا تسقط اليمن باعتبارها دولة فاشلة، إذ إن الدخول إلى خانة الفشل يعني سقوط الدولة وهذا ما يفسر عدم اجتياح دول التحالف لليمن.

واذا كانت الصواريخ التي تطلق من قبل الحوثيين نحو السعودية ما هي إلا زفرة روح وإعلان أننا ما زلنا متواجدين بينما حقيقة الأمر لا يمكن للعصابة أن تهزم دولة.