-A +A
بشرى فيصل السباعي
من يطالع المواد الإخبارية والعلمية عن الكومبيوتر بالنصف الأول من القرن الماضي يتهيأ له أنهم يتكلمون عن شيء يفوق المعقول وسيتطلب قرونا ليتحقق ولا يمكن أن يخمن أنه خلال جيلين سيصير بمتناول الأطفال، وهذا هو الواقع حاليا عند مطالعة مؤلفات ونظريات وأبحاث وتجارب العلماء الرواد في ما يبدو أشبه بالخيال العلمي لكن فقط لغير المتعمقين بالفيزياء الحديثة وتحديدا فيزياء الكم التي تبدو أقرب لأن تكون ميتافيزيقية «ما ورائية، فوق مادية عجائبية» وحتى أينشتاين أطلق عليها مصطلح «spooky action at a distance-التأثير الشبحي عن بعد»، وهي ستشكل قفزة نوعية جذرية للبشرية؛ فبدل الذكاء الاصطناعي المحدود للكومبيوترات الحالية يطور العلماء الكومبيوتر الكمي اللا محدود القدرات، وأهم منحة ستقدمها للبشرية تتمثل بالطاقة اللا متناهية المجانية لكل البشر التي ستعوض نفاد مخزون النفط وتغني البشرية عن مخاطر محطات توليد الكهرباء النووية كما حصل بالتسرب الإشعاعي بمحطات اليابان عقب زلزال 2011، وهذه الطاقة المجانية تسمى «طاقة نقطة الصفر-zero point energy» فحسب فيزياء الكم؛ الفراغ حولنا ليس فارغا إنما مليء بطاقة لا متناهية وأبحاث العلماء حاليا تحاول تصميم آلية لسحب تلك الطاقة من الفراغ، مما سيوقف حروب السيطرة على مخزونات النفط وخطوط إمداده، وأيضا ستوفر وسيلة انتقال تسمى «الانتقال الآني-Teleportation» فببساطة يختفي الفرد والجماعة والبضائع من مكانهم ويظهرون بالمكان المطلوب بذات اللحظة ولو كان بالطرف الآخر من الكون، ونجح العلماء حاليا بنقل جسيمات فقط، وهذا سيعني الاستغناء عن وسائل النقل الخاصة والعامة والطرق والجسور والمطارات وحوادثها، وحتى الطب ستكون نظرية علاجه مختلفة جذريا عن تلك الحالية التي تعتمد على البتر الجراحي وخصائص المواد المكونة للعقاقير وبأسعار فلكية وأضرار جانبية وأخطاء أسوأ من المرض الأصلي، ولا تقدم شفاء للأمراض المزمنة والخطيرة كالسكري والسرطان والإعاقات وأمراض الدماغ الانحلالية، بينما طب المستقبل سيعتمد على المبدأ الذي تخصص ببحثه د. بروس ليبتون أستاذ علم الأحياء والتشريح بعدة كليات للطب، وتخصص بأبحاث «Epigenetics-التحكم بعمل الجينات بمؤثرات غير جينية»، وأستاذ بيولوجيا الخلايا والكيمياء الحيوية بجامعة كامبريج العريقة د. روبرت شيلدرك ونظرية الحقول المورفية حيث سيمكن إصلاح أي خلل جسدي بطاقة تعالج حقل الجسد المكون من طاقة معلوماتية، وبهذا يمكن تنمية أعضاء لمن ولدوا مفتقرين إليها وعلاج الإعاقات والأمراض المستعصية بشكل كامل ودون عمليات ولا أدوية، تصوروا حياة الناس حينها.. لا تكاليف للتنقل ولا للعلاج ولا للطاقة ولا.. ولا.. وستكون أعمال الناس غالبا بالمجالات الإبداعية والعلمية والثقافية.

bushra.sbe@gmail.com