-A +A
مي خالد
هناك سمة مشتركة للمعارضين السعوديين في الخارج، وهي انتماؤهم لليمين المتطرف. فهم لا فرق فكريا بينهم وبين أسامة بن لادن الذي كان زميلا لاثنين من كبرائهم على الأقل، وكانوا شركاء له قبل هروبهم خارج الوطن.

متشددون دينيا ويتهمون الحكومة بالفساد الأخلاقي عندما تعلن الحكومة عن أي مشروع تنموي ينفع الشعب، فهم يحلمون بعودة السعودية لزمن ما قبل النفط كي يتحكموا في رقاب الناس، وحقدهم الأعمى هذا جعل كثيرا من الشعب ينبذهم ويتجاهلهم بل ويرد عليهم في وسائل التواصل الاجتماعي ردودا تزيد أحقادهم على المملكة حكومة وشعبا.


هناك امرأة واحدة معارضة وهي تنتمي لليسار المعارض فتبدو متحررة فكريا ومظهرها غير متدين وتعمل محاضرة في جامعة بريطانية مرموقة ولديها مؤلفات جيدة في تخصصها كما تبدو شخصية رزينة في حضورها التلفزيوني أو عبر حساباتها في برامج التواصل الاجتماعي.

لكن ليلة الثلاثاء الماضية انكشف زيف الحكمة التي تقول: الطبع بالتطبع. لأن طبعها غلب تطبعها بالرزانة والتحرر والعلمية، وناقضت كل ما كانت تنادي به من شعارات اليسار، واليسار مصطلح سياسي تعريفه في أبسط الصور هو مطالبة الحكومة بالعدالة والمساواة بين البشر.

لكن السيدة المعارضة اليسارية فضحتها تغريدات مزورة منسوبة للمستشار القحطاني، فما كان منها إلا أن ترد بسلسلة تغريدات مسجوعة تحاول أن تنظم منها شعرا نبطيا. تغريدات موغلة في «الهياط القبلي» والتهديد بعودة أجدادها للحكم والتفاخر والتعنصر، فظهر أيضا جهلها بطبيعة المملكة العصرية، وأنها مثل رفقائها المعارضين السعوديين في الخارج تحلم بعودة المملكة لزمن ما قبل النفط حين حكمت بعض الأسر النجدية مناطق من نجد ووحدها الملك عبدالعزيز ورضي الشعب حكمه وحكم أسرته منذ عقود.

في البدء تفاجأت أن تنكشف السيدة الرزينة بهذه السهولة لدى أول اختبار حقيقي للقيم التي تنادي بها، ثم تذكرت أن من نعم الله على هذه البلاد أنه لا يوجد معارض واحد لحكومتها سواء كان من أصل سعودي أو من مرتزقة الجنسيات الأخرى إلا وكان فاشلا مرذولا ومستحقرا مهما علا شأنه، مع مرور الوقت يسقطه الله من عين الناس.