-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
وبدأنا العشر الأواخر فحديثي هذا اليوم عن أعمال العشر الأواخر، التي لها أهمية خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصا فيها على الطاعة التي أمر بها الله عز وجل في كتابه: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، فالعشر الأواخر فيها حرص على طاعة الثلاث من ضمنهم أولو الأمر وهو مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الوفي الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله وأبقاهم ذخرا وخيرا بهم نرفه بالأمن والأمان والإيمان، هذه ثلاث كلمات نسمعها ونقرأها وننعم بها ونعيشها كل يوم ولكن كم منا يعرف كيف نحصل ونستمر ونطمئن بوجودها. إن هاجس الأمن يوقظ الأمم والمجتمعات الإنسانية في تاريخها كله وذلك لما له من أهمية في حياتها واستقرارها، ولا يتأتى الاستقرار للفرد والمجتمع إلا تحت مظلة الأمن. فإذا كان الفرد خائفا أو المجتمع مهددا في أمنه فإن الطمأنينة والاستقرار لن يتوفرا وبالتالي تحدث الأزمات وما يترتب عليها من الشقاء والبؤس والقلق والحرمان. ولا يتأتى للفرد أن يسهم في بناء أمته حضاريا، ولا يستطيع المجتمع أن ينتج حضارة ويزاول فعالياتها إلا في جو من الأمن وبحبوحة الاستقرار؛ من أجل ذلك كان الأمن المنطلق والغاية في حياة الأفراد والمجتمعات. وعندما يأتي الحديث عن الأمن في بلدنا الآمن فإن الشخصية الأولى الذي رفع رايته واستظل بظلالها الشخصية الأولى التي يعود الفضل بعد الله إليه هو الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؛ فقد ظهر نجمه في سماء الوطن وأضاء طالعه حياة الأمة.

وكان طالع السعد والسعود متزامنا مع ظهوره وانتصاره حيث عادت للأمة بشخصيته الموهوبة وبحظه السعيد وحدتها. وجدد توحيدها، وكان عهده نقطة تحول في تاريخ الأمة الحديث؛ انتقلت به من حال إلى حال ومن طور إلى طور آخر؛ انتقلت من الفوضى الضاربة، ومن الضياع والتمزق والشتات، ومن الفقر والجهل والمرض والخوف إلى الأمن والاستقرار والنظام والوحدة والتوحيد والطمأنينة على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع، وانتقل شعب المملكة العربية السعودية من طور الركود والانحطاط الفكري، والتخلف الحضاري إلى طور النهوض والتقدم والعلم والمعرفة، والتنمية الشاملة في كافة الميادين والأصعدة. وللمرء أن يتساءل عن الركيزة الأساس التي قام عليها هذا الصرح الشامخ الأغر «الوطن»، وعن تلك المظلة التي تظله لينعم بالأمن والأمان والإيمان وبالخير ويهنأ بالسعادة والراحة والرفاهية، إنها أسئلة كثيرة. يأتي الأمن والأمان والإيمان جوابها الأول. الأمن لكي ينتج المواطن، الأمان لكي يستقر المواطن، الإيمان لكي تنبعث من نعمته الأمة وتنبعث حضارتها. وإذا كان هذا الأمن راسخا ولا شك برسوخ أسسه الثابتة العميقة تلك الأسس التي تمخضت في مؤسسات حضارية متقدمة في أطرها الثلاثة الأمن والأمان والإيمان، فإن لتلك الأسس وما انبثق عنها عظيم الأثر في الاستقرار والتنمية الشاملة التي تظهر في مظاهر عدة من أهمها الوحدة الوطنية ومن ثم التقدم الحضاري باعتباره أحد المكاسب المباشرة للأمن وقد تحقق هذا التقدم المذهل كنتيجة مباشرة وثمرة حلوة للأمن والأمان والإيمان.


للتواصل ((فاكس 0126721108))