-A +A
أحلام محمد علاقي
أسعدني الحظ أيما سعادة بلقاء الكاتبة المتميزة أميمة الخميس في ندوة استضافتها بها جامعتنا المتألقة «دار الحكمة» في جدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. ضمت الندوة حشدا متميزا من الطالبات والأكاديميات والكاتبات والناقدات والمفكرات وكاتبات أدب الطفل والصحافيات والقارئات والشغوفات بالأدب والثقافة. دار حوار ثري عرض أمامنا قدرات متميزة من التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي وكانت أميمة الخميس مثالا على تقبل الرأي الآخر والأثرة في تبادل الخبرات القرائية المتميزة التي أثرت نتاجاتها الإبداعية.

كانت علاقتي بأميمة الخميس علاقة قارئ بكاتب: ورقية، تحاورية (عن بعد)، ومتناقضة فهي نائية ولكن مألوفة. مليئة بالأحرف الأنيقة وشفافية الخيال بواقعية سحرية أجادت صياغتها كاتبتنا. لم أكن أعرفها معرفة شخصية ولكنني سعدت بلقائها. فحالما تراها ترى أثر النشأة الراقية والثقافة المتأصلة منذ الصغر ودماثة الخلق والتواضع وتقبل الآخر بطريقة استوقفتني. لا تحتاج أن تعرف أنها ابنة منزل عريق متجذر في العلم والأدب والخلق من طرفيه: أما وأبا؛ لأنك حينما تستمع لرقي كلماتها وترى تواضعها تدرك الخلفية التي لابد أن أنتجت ذلك.


كتاباتها جميعا متميزة، فمن مقالاتها البليغة التي تمس الواقع وخاصة النسوي إلى إنتاجها في أدب الطفل والشعر والقصة القصيرة والرواية. ترجمت بعض أعمالها إلى الإنجليزية والإيطالية كما رشحت روايتها «وارفة» لجائزة البوكر في ٢٠١٠.

روايتها الأقرب لقلبي هي «بحريات» التي تدون بكل شاعرية ووضوح تاريخ منطقتنا في حقبة زمنية معينة ومن وجهة نظر نسائية خالصة -ومن خلال بؤرات سردية متعددة ومختلفة- الشيء الذي أعتبره إضافة سدت ثغرة في الرواية الخيالية التي هي في نفس الوقت تأريخية واجتماعية.

أميمة الخميس من كاتبات هذا الوطن المتميزات - فلنحتفِ بها وبمثيلاتها ممن يشكلن حركة الثقافة الوطنية ويسهمن في خلق رؤيتنا في النهضة والتطوير والتواصل ومواكبة العصر التي نتطلع اليها جميعا في رؤية في٢٠٣٠. ونهاية شكرا لدار الحكمة على ريادتها في استضافة الأمثلة التي تثبت للطالبات كيف يرتقي العلم والأدب بإنسان المستقبل.