-A +A
تركي الدخيل
باغتيال السفير الروسي بأنقرة اندريه كارلوف نشب نقاش بين المغرّدين. يخلط البعض بين المظالم التي تقع من الدول، والمواثيق الغليظة التي لا تُمس بأصعب الظروف وأعقدها. حتى بالحروب فإن السفراء والسفارات من المقدسات. من حقك أن تختلف وترفض التدخل الروسي في سورية، غير أن امتداد ذلك ليشمل الابتهاج باغتيال سفير وديبلوماسي، فهذا خلل في التفكير وخطأ بالتقدير، ذلك أن القوانين والمواثيق الدولية تحرم المساس بالسفراء مهما كانت الظروف، وقد تنشب بين دولتين حرب ضروس لكن السفراء يبقون خارج هذا الاستهداف.

الاغتيال جريمة أدانتها القيادة السعودية، وتعبر عن خطر الإرهاب الداهم، إذ تسلل التجنيد حتى بين صفوف الشرطة وهذا مؤشر على خطرٍ كبير محدق قد نلمس آثاره مستقبلاً. ما يمكن الخروج به من هذا المشهد الدامي أن الإرهاب يتغذى على الأزمات ويحاول استثمارها كما في هتاف قاتل السفير الذي وظّف مأساة حلب من أجل كسب الأتباع والمتعاطفين.


ما يجري بحلب جريمة صلعاء، واغتيال السفير جرم شنيع، هكذا يجب أن تؤخذ الأمور.