تواصل الهيئة السعودية للسياحة مسيرتها في تطوير السياحة الوطنية، محققة إنجازات نوعية رغم التحديات؛ فقد بلغ عدد السياح المحليين والوافدين في عام 2024 أكثر من 115 مليون سائح، وهو رقم ذهبي يعكس نجاح الجهود المبذولة، وإن كان الطموح لا يزال يسير نحو آفاق أوسع وأعلى.

ما يميز هذه المرحلة ليس فقط الأرقام، بل الرؤية التي تقف خلفها؛ حيث قدّمت الهيئة أكثر من 116 ألف فرصة تدريبية للمواطنين، ما يمثل استثمارًا كبيرًا في رأس المال البشري، ويؤسس لتحول نوعي في جودة الخدمات السياحية. هذا التوجه ينسجم بوضوح مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وجعل السياحة رافدًا رئيسيًا في الناتج المحلي. كما أن وجود كوادر سعودية مؤهلة ومدربة لا يرفع فقط من كفاءة القطاع، بل يُطمئن المستثمرين المحليين والدوليين ويعزز ثقتهم في البيئة الاستثمارية. ولهذا، من الضروري أن تتجه الهيئة إلى استثمار هذه الكفاءات في مشروعات نوعية، لا سيما في مجال «الإعلام السياحي»، الذي يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الصورة الذهنية عن المملكة، داخليًا وخارجيًا.

من جهة أخرى، أعلنت الهيئة عن انطلاق برنامج موسم «صيف السعودية 2025» تحت شعار «لوّن صيفك» الذي يمتد من مايو إلى سبتمبر، ويأتي حافلًا بالفعاليات العالمية، والتجارب الجديدة، والعروض السياحية المتنوعة التي تضم أكثر من 600 تجربة سياحية و250 عرضاً خاصاً لمختلف الفئات من العائلات والأطفال والأفراد من محبي روح المغامرات، وكل ذلك في وجهات مثل عسير، الباحة، الطائف، البحر الأحمر، الرياض، وجدة. وهي خطوة تؤكد تطلع السعودية إلى تقديم صيف سياحي استثنائي بمعايير عالمية.

وهناك فرصة ثمينة واستثمارية سياحية للهيئة؛ حيث سيشهد صيف السعودية هذا العام عددًا من الفعاليات الكبرى منها (EWC) كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي ستقام في مدينة الرياض، بالإضافة إلى موسم جدة وموسم عسير اللذين يضمان العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات والعروض المميزة، لذلك من المهم أن تكون هناك خطة إعلامية سياحية لاستثمار هذه المناسبات وجذب السيّاح لها.

ختامًا.. إذا استمرت الهيئة في هذا المسار الطموح، فسنشهد خلال السنوات القادمة جيلًا سعوديًا يقود صناعة السياحة بخبرات وطنية، يصنع الفارق محليًا ويترك أثرًا عالميًا. وصيف 2025 «لوّن صيفك» سيكون موسمًا مختلفًا يحمل التنوّع والمتعة والرؤية الوطنية.