-A +A
حمود أبوطالب
من أراد معرفة النموذج السعودي في علم وفن الإدارة عليه التمعن في كيفية إدارة موسم الحج، ومن أراد اكتشاف التطور الذي وصلته المملكة في كل المجالات عليه المتابعة الفاحصة لتفاصيل الخدمات المقدمة في الحج.

في الحج هناك دولة قائمة عملياً وفعلياً بكل أجهزتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ليس من خلال موظفيها في هذه الجهات أو رؤساء إداراتها، بل بوجود وزرائها ورؤساء كل أجهزتها ومؤسساتها في قلب الحدث، وبإشراف مباشر من رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.


لا شيء يشغل الدولة في هذا الموسم الديني العالمي سوى تسخير كل طاقاتها وإمكاناتها وخبراتها ليكون موسماً ناجحاً ومريحاً وآمناً لكل الحجاج باختلاف لغاتهم وثقافاتهم، والمسؤولون عن الحج لا يسترخون في مكاتبهم ويصدرون تعليماتهم بل يجوبون كل المواقع ويتابعون بأعينهم كل صغيرة وكبيرة على مدار الساعة، التقصير والتهاون والتراخي مفردات غير موجودة في قاموس إدارة الحج، ولا في أذهان العاملين في الحج من أصغرهم إلى أكبرهم.

وإذا أرادت أي دولة معرفة كيف يكون التنسيق والتكامل والعمل المؤسسي في أبدع أشكاله فما عليها سوى دراسة كيف تعمل الأجهزة الحكومية في الحج كمنظومة مترابطة تعرف بدقة واجباتها ومهماتها. ليس هناك مجال للاجتهادات الفردية والأفكار التجريبية، فقبل قدوم الحجاج تكون قد تمت تجربة حج افتراضي بكل احتمالاته، ووضعت الخطط وتم اختبارها واعتمادها لتكون جاهزة لدى كل جهة.

الخبرات المتراكمة للمملكة في إدارة الحج جعلتها تعرف كيف تديره بمهارة واحترافية، والإيمان بمسؤوليتها تجاه كل مسلمي العالم جعلها لا تبالي بحجم النفقات المالية على الحج مهما كانت الظروف الاقتصادية، وجعلها تحرص على أن يكون كل موسم نجاحاً يتفوق على نجاح الموسم السابق.

تابعوا المشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام من مشاعر الحج إلى كل العالم لتعرفوا حقيقة ما يحدث.