-A +A
مي خالد
يعتقد عدد كبير من الناس الذين قابلتهم طوال حياتي، أن أحدث التقنيات خطيرة أو هي تقنيات خبيثة نوعاً ما.

وهم يتجاهلون أنها نشأت بعد السنوات التكوينية والتجريبية حتى راجت بين الناس ووصلت للمستهلك العادي. هذا هو المكان السري الذي تشتعل فيه جذوة الذعر الأخلاقي. المختبرات والمصانع والمعامل الغربية حيث يظن أنها مصادر المؤامرة.


حتى المستهلك الغربي قد يظن أن هناك مؤامرة تحاك ضده، أتذكر أني قرأت مرة تحقيقاً صحفياً غربياً يقول أصحابه أن السعودية تشتري براءات الاختراعات التي تجعل السيارات تعمل دون الحاجة للنفط وتخفيها.

على كل حال، لا أحد في عام 2021م يتحدث عن المخاطر المفترضة للراديو أو الكهرباء أو السيارات ذاتية القيادة أو الهواتف المتنقلة «والستالايت».

كل هذه الأشياء كان يُنظر إليها ذات مرة بشكل مريب على أنها تهديدات ضارة «لأسلوب حياتنا». وأنها سبب التراخي الأخلاقي للأمم. ومع ذلك غالبا في عام 2121م سيكون لديهم بعض الأشياء الجديدة «المخيفة» الأخرى التي سوف يحذرون منها.

والآن لكي تجيب عن سؤال المقال أعلاه، وهو هل الذكاء الاصطناعي جعل حياتنا أفضل؟

تخيل أنك في شيخوختك ومصاب -لا قدر الله- بأحد أمراض الشيخوخة أو مرض باركنسون، الذي جعل يديك مرتعشتين للغاية، فلا تستطيع استخدام الهاتف أو جهاز التحكم عن بُعد بسهولة.

وأن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا جعلتك قادراً على إجراء مكالمات هاتفية باستخدام صوتك فقط، وإطفاء الأنوار وتشغيلها، أو إطفاء التكييف وتشغيله، بل ويمكنك طلب الموسيقى، والأحوال الجوية، والبودكاست، والتحكم في التلفزيون، وقراءة بريدك، كل ذلك من خلال الأوامر الصوتية. وحين ترغب في قراءة القرآن يمكنك زيادة حجم النص وسطوعه، على الرغم من أن الأيدي المرتعشة أصبحت مشكلة في تقليب الصفحات.

كم أتمنى أن تطول قائمة الأوامر الصوتية وتتطور حين أصل لذلك العمر بمشيئة الله.