-A +A
علي محمد الحازمي
إطلاق المملكة لشركة «سير» للسيارات الكهربائية مؤخراً بالشراكة مع شركة فوكسكون التايوانية وشركة بي إم دبليو، يعد حدثاً استثنائياً لكونها أول علامة تجارية سعودية في هذا المجال. غزو السيارات الكهربائية للعالم أتٍ لا محالة من ذلك، لهذا استشراف المملكة للمستقبل والدخول في هذه الصناعة مبكراً سيولد حتماً لدينا خبرات تراكمية كبيرة. المملكة، كما أوضح ولي العهد أنها لا تتبنى فقط صناعة علامة تجارية جديدة في عالم السيارات الكهربائية، وإنما تحفز صناعة جديدة لتدعم توجهات المملكة لخلق قطاع صناعي حيوي منافس عالمياً.

جميل هذه الشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة؛ أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، وشركة فوكسكون؛ أكبر شركة مصنعة للإلكترونيات في العالم، ولكن الأجمل من ذلك هو أن تتعدى هذه الشراكة حدود السيارات الكهربائية لتصل لإنشاء مصنع متكامل لصناعة أشباه الموصلات ومكونات السيارات الكهربائية والإلكترونيات الأخرى بناء على المفاوضات التي بدأت مع شركة فوكسكون في وقت مبكر من هذا العام.


شهد العالم ضجيجاً غير مسبوق يدوي في جميع أنحاء دول العالم، خاصة الصناعية منها فيما يخص شح أشباه الموصلات. سلط النقص الحالي في الرقائق الضوء على نقاط ضعف سلاسل التوريد على مستوى الدول الصناعية وأجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في استراتيجيات توجهات أعمالها المستقبلية. كما هو معروف للجميع أن صناعة الإلكترونيات الدقيقة تدعم كل قطاعات الاقتصاد تقريباً كالرعاية الصحية والسيارات والاتصالات والتصنيع الصناعي والإلكترونيات الاستهلاكية وغيرها الكثير.

عدم القدرة على تلبية الطلب العالمي على تلك الأشباه لعب دوراً في ارتفاع معدلات التضخم في العديد من دول العالم. تشكل شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية وحدها 60% من حصة السوق في بعض الأسواق العالمية للتقنيات المتقدمة، لذلك دخول المملكة على هذا الخط كواحدة من الدول المصدرة والرائدة في مجال أشباه الموصلات والإلكترونيات سيعطيها بُعداً صناعياً آخر وسيمكنها لتكون لاعباً رئيسياً في القطاع الصناعي العالمي.