-A +A
عبده خال
مخرجات القمة العربية في الجزائر، أكدت تأكيداً مطلقاً أن هذا التجمع العربي أشبه بسفن تبحر في مياه ضحلة.

ومنذ البدء حمل إعلان جدول المفردات التي تمت مناقشتها من قبل وزراء خارجية تلك الدول عنوان فشل القمة.


فهي مفردات ميتة على أرض الواقع، وليس هناك أي بوادر لإنعاشها، فالميت يدفن وتصبح محاولة إنعاشه غياب وعي المنعش عن الوضع الذي آل إليه واقع من يحاول إنعاشه.

وليس من الحصافة المناداة بإغلاق هذه الجامعة لمجرد فشل قمة من القمم، ولكن من الحصافة إصدار ذلك الحكم حين تتم مراجعة تاريخ القمم العربية، وبعد ذلك إصدار الحكم، وللأسف فإن تاريخ القمم العربية لم يحقق الأهداف الرئيسة من وجود ذلك التكتل، وفي عز قوة الدول العربية، لم تستطع قرارات القمم مغادرة الحبر الذي كتبت به، وعبر السنوات الأخيرة تضعضعت دول كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، حتى أن بعضها وصل إلى حدود مصطلح الدولة الفاشلة.

وأي تجمع لا يمكن أن يكتب له النجاح في غياب المحرك الأساس للنجاح، فالقضية ليس اجتماعاً فقط، الدول العربية ينقصها عنصر مهم وهو التجانس (تجانس سياسي، واقتصادي، وثقافي)، وجل الدول العربية تعاني من مشاكل جمة، وكل منها يبحث عن مساندة بحيث تحولت الاجتماعات إلى قمم استجداء.

ومع كل قمة يتم الإعلان أن الزعماء العرب اتفقوا على ........ (عشرات الاتفاقات الرئيسة)، وتمر السنوات ولم يتحقق الحد الأدنى مما اتفقوا عليه، قمم الجامعة العربية أشبه برجل يسير وهو يسحب الجثث الميتة.

لن أكون الشخص الوحيد، الذي ينادي بإغلاق هذه الجامعة، كون كل قراراتها ميتة، ولا يمكن للميت الإنجاز، ولا يمكن له السير، ولا يمكن له أن يحلم.

وإلى أن تتقارب درجات التجانس، ساعتها يمكن المناداة بتجمع آخر وبصيغ أخرى، أما والوضع على ما هو عليه فإكرام الميت دفنه.