-A +A
علي محمد الحازمي
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هذا الأسبوع الفائزين بجائزة نوبل لفرع الاقتصاد لهذا العام، حيث فاز كل من بن برنانكي ودوغلاس دايموند وفيليب ديبفيج لبحوثهم المتعلقة بالدور المركزي للبنوك في الأزمات المالية. سيكون التركيز في هذا المقال على رئيس البنك المركزي الفيدرالي السابق بن برنانكي من حيث استحقاقه لهذه الجائزة من عدمها، وذلك نظراً لطول الفترة (2006-2104) التي تربع فيها على عرش الفيدرالي الأمريكي ولارتباط تلك الحقبة بالأزمة المالية العالمية في العام 2008.

الكل يعلم مدى أهمية قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد العالمي وكيف تحبس البنوك المركزية العالمية أنفاسها عند انتظار أي قرار سيصدر من الفيدرالي الأمريكي، لأنه يلعب دوراً رَئِيسياً في جميع جوانب الاقتصادات التي تستخدم الدولار الأمريكي. يرى البعض أن هذا الرجل كان واحداً من الذين ساهموا في حدوث الأزمة المالية في ذلك التوقيت. كيف لا.. وهو الرجل الذي سُئل عن الوضع الاقتصادي في أمريكا في العام 2007 قبل بدء الأزمة المالية بوقت وجيز وأجاب بكل ثقة: «إن الاقتصاد على ما يرام». وهو الشخص ذاته الذي قال «لن يكون هناك» تضخم مصحوب بالركود «على غرار السبعينيات».


ربما يجادل البعض في أن استحقاق بن برنانكي للجائزة لم يكن بسبب قيادته للبنك الفيدرالي إبان الأزمة المالية وإنما بسبب أبحاثه في الثمانينيات والتي تدور حول الكساد العظيم، حيث وضعت خارطة طريق لكيفية انهيار الروابط بين النظام المالي والاقتصاد في الأزمات. إذا كان الأمر كذلك كيف لِخَبِير معترف به في موضوع الانهيارات المصرفية والمالية لم يكن قادراً على استشراف الأزمة المالية في العام 2008؟! والتي كانت تُطبخ منذ العام 2006.

عندما كتب ألفريد نوبل وصيته قال «إن الجائزة مخصصة لأولئك الذين قدموا أكبر فائدة للبشرية». قرار لجنة جائزة نوبل لتكريم برنانكي يثبت بوضوح أنه لا يوجد خبراء اقتصاديون وماليون في تلك اللجنة قادرون على التقييم بشكل منصف وأنهم يعيشون في عالم مغاير عن الذي يعيش فيه بقيتنا. في المجمل جائزة نوبل ليست كما يظن الكثير أنها نزيهة وتمنح لمن يستحقها، ففي مرات كثيرة رأينا كيف مُنحت لبعض الدكتاتوريين ومجرمي الحرب. سأكون منصفاً في آخر جملة برنانكي أولى من بارك أوباما وشمعون بيريز ورئيسة مينمار أونغ سان سو كي على الأقل لم يساهم في تدمير الشعوب.