-A +A
حمود أبو طالب
يبدو أن الأزمات هي المحك والاختبار الحقيقي للقدرة على ابتكار الحلول، ويبدو أنها أهم حافز لاكتشاف قدراتنا وإمكاناتنا واستطاعتنا على الإنجاز في وقت قياسي.

أقول قولي هذا تعليقاً على خبر جميل يخص وزارة التعليم، فقد استطاعت بناء وتجهيز عدد من المشاريع المدرسية في مدينة جدة خلال خمسين يوماً فقط لاستقبال طلاب وطالبات الأحياء العشوائية التي يتم تطويرها. نعم خلال خمسين يوماً لا أكثر استطاعت الوزارة تحقيق هذا الإنجاز بعد أن كان المشروع الواحد يستغرق سنوات كي يكتمل. وحين شاهدت مقطعاً مصوراً لواحدة من المدارس اتضح أنها أفضل تصميماً وتجهيزاً من المدارس المعتادة، تتوفر فيها البيئة التعليمية المناسبة والخدمات والمرافق اللازمة.


كيف استطاعت وزارة التعليم تحدي نفسها والتغلب على كل العقبات وكسب المواجهة مع عامل الوقت. الجواب لأنها أرادت ذلك وصممت على تحقيقه، فالإمكانات المالية والبشرية موجودة وما يمكن إنجازه في سنة يمكن إنجازه في شهر وما يحتاج إلى شهر في الظروف العادية يمكن إنجازه في أسبوع إذا توفرت الإرادة.

وهنا يبرز سؤال مهم، لماذا نرى بعض المشاريع المختلفة تسير ببطء شديد أو شبه متوقفة لفترة طويلة. لماذا نرى لوحة على مشروع تفيد بأن وقت اكتماله كما هو محدد قد مضى عليه وقت طويل لكن مظهره يؤكد أنه يحتاج إلى وقت أطول لإنجازه. الميزانيات ضخمة، والكوادر البشرية المتخصصة متوفرة، والحاجة لكل مشروع تزداد، فأين الخلل؟ هل نحتاج دائماً إلى أزمة كي ننجز أي مشروع في وقته؟