-A +A
ماجد قاروب
حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة ذا أتلانتيك تضمن إشارة تدل على أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والصين تتجه نحو الأعمق، حيث تضاعف حجم التجارة بين البلدين، مما يجعلنا نستشرف المستقبل وتكون السعودية الشريك الرئيسي والإستراتيجي الأهم للصين في منطقة الشرق الأوسط، حيث ذكر حفظه الله: «في الصين حتى هذا الوقت استثمرنا أقل من 100 مليار دولار، ولكن يبدو أنها تنمو هناك بسرعة كبيرة، كما أن لدى الشركات الأمريكية تركيز كبير على المملكة العربية السعودية، إذ لدينا أكثر من 300 ألف أمريكي في السعودية، وبعضهم يحملون كلا الجنسيتين، ويقيمون فيها، والعدد يزداد كل يوم، لذا فالمصالح واضحة، والأمر يعود لكم سواء كنت تريد الفوز بالسعودية أو الخسارة»، موضحا في حواره أن «إجمالي الاستثمارات السعودية في أمريكا هو 800 مليار دولار»، وهي رسالة إلى أمريكا بشكل مباشر والدول الكبرى اقتصاديا في العالم على حد السواء.

النتائج اللافتة من اتفاقيات التعاون وانتهاز فرصة تبادل المصالح وتطوير الاستثمار والشراكات، بالإضافة إلى أهم الركائز في النفط والغاز يدل على متانة ومكانة الاقتصاد السعودي وتأثيره على الصعيد العالمي، مما جعلها عضوا من أعضاء مجموعة العشرين التي تضم قادة من جميع القارات للاستجابة للأزمات الاقتصادية الدولية، مما جعل سمو ولي العهد يتحاور بثقة تامة مع المجلة حول إمكانيات السعودية في المحيط الدولي، حيث أوضح قائلا: «إن السعودية عضو في مجموعة العشرين، بإمكانك رؤية ترتيبنا قبل 5 سنوات، كنا قريبين من المرتبة 20، أما اليوم فنحن على وشك الوصول إلى المرتبة 17 بين دول مجموعة العشرين، ونطمح للوصول إلى مرتبة أعلى من المرتبة 15 بحلول 2030. ونحن في عام 2021 -على سبيل المثال- كان هدفنا هو نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.9 % ونعتقد أننا حققنا نسبة 5.6 % في عام 2021 وهذا بالتأكيد يضعنا من بين أسرع الدول نموا في العالم، وفي العام المقبل سينمو الاقتصاد بأكمله بنسبة تقارب 7 %».


حوار حمل الكثير من الهيمنة والقوة الإقليمية في طياته الذي أوضح المكان الحقيقي للسلطة الاقتصادية ونفوذها بين الدول وأين تكمن الإمكانيات العالمية كما ذكر حفظه الله: «إنها في المملكة العربية السعودية»، وهذا أيضا يضاف إلى الثقل السياسي والديني لاحتضان الوطن للحرمين الشريفين مقصد المسلمين حول العالم.

هذا الحوار الصريح أكد بأن أنظار العالم تتجه نحو المملكة العربية السعودية لأنها تلعب دورا هاما في الأسواق العالمية من خلال قدرتها على الإنتاجية والإمدادات النفطية بلا منافس، إذ أوضح في حديثه مع المجلة: «السعودية لها القدرة على تلبية 12 % من الطلب على البترول في العالم، والسعودية تقع بين ثلاثة مضائق بحرية: مضيق السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز، وتطل على البحر الأحمر والخليج العربي، ويمر من خلالها 27 % تقريبا من التجارة العالمية، هذا كله يجعل للمملكة والعالم تحديات حول أمن الطاقة والممرات المائية من خلال الأمم المتحدة والقانون الدولي تضع للوطن القيادة والريادة، واليد الطولى للاستقرار العالمي سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا».