-A +A
حمود أبوطالب
وكأن المفاجآت لن تتوقف على كوكبنا المثقل بالهموم، فما إن يقترب التعافي من كارثة إلا وتجثم عليه أخرى، وكأن العلاقة بين بني البشر وبقية المخلوقات الأخرى من كائنات مجهرية فايروسية وبكتيرية أصبحت متأزمة، بحيث تريد أن تثبت أنها ما زالت موجودة وقادرة على الفتك رغم كل ما بذله العلم لتحييدها لأن موازين الطبيعة حساسة، قد تنقلب على البشر عندما يعبثون بها وما أكثر عبثهم.

ونحن على مشارف الخروج من جائحة تأريخية أطبقت على العالم أكثر من عامين، بدأنا نسمع عن نذر وباء جديد، جدري القردة، الذي سُجلت بعض حالاته خارج نطاق بؤرها الجغرافية المستوطنة فيها سابقاً. البداية ليست كبداية كورونا عندما انتشرت كالنار في الهشيم، ورغم أن الخطر كما تقول المرجعيات الطبية المعتمدة ليس كبيراً إلى حد الآن إلا أنه لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث، هناك عوامل ظاهرة وخفية، معروفة وغير معروفة قد تحمل لنا مفاجآت غير متوقعة.


وأهم ما في الأمر الآن هو تجنيب الناس التجربة التي مروا بها خلال بداية جائحة كورونا، ونقصد بها فوضى الفتاوى الطبية من كل حدب وصوب عندما ظهر علينا من تم منحهم وصف الخبراء، كل من توفرت لهم بعض المعلومات العامة عن الفايروسات والأوبئة أربكوا الناس بمعلومات كثير منها غير دقيق، ما تسبب في إرباك الناس حتى عينت وزارة الصحة ناطقاً رسمياً أصبح المصدر المعتمد للمعلومات الصحيحة. ولذلك نرجو أن لا تتكرر التجربة السابقة في بداية كورونا، وأن يتحلى الأطباء غير الضالعين في الوباء الجديد بالأمانة العلمية وترك الموضوع للجهات الرسمية المعتمدة، لأن الناس ليسوا بحاجة إلى معلومات متضاربة تسبب لهم الهلع.