-A +A
حمود أبو طالب
لم أتمكن إلى الآن من مشاهدة أي فعالية في موسم جدة أو زيارة أي موقع من المواقع العديدة التي تقام فيها الفعاليات رغم رغبتي في ذلك وغبطتي وابتهاجي أن يعاد تنشيط مدينة جدة كواجهة جميلة للفرح والمتعة من خلال برامج ترفيهية نوعية. في شهر رمضان تلقيت دعوة اللجنة الإعلامية لموسم جدة لحضور حفل إعلان برامج وفعاليات الموسم في نادي اليخوت، وكنت حريصاً على الحضور، لكني بعد دوران طويل حول الموقع لم أستطع الوصول؛ لأن كل الطرق المؤدية إلى الواجهة البحرية مسدودة ولم أتمكن من اكتشاف الطريق السحري الذي يؤدي إليه. مشكلة جدة المزمنة والمستعصية هي الشوارع والمواقف والمواصلات العامة. الذهاب إلى أي مكان معاناة مزعجة بسبب اختناقات الشوارع وفوضى السير، يحتاج الشخص إلى أعصاب فولاذية شديدة البرودة كي يتحمل أي مشوار في شوارعها خصوصاً المؤدية إلى مواقع الجذب كالواجهة البحرية والكورنيش ووسط جدة، وبعد الوصول إلى واحد من تلك المواقع تأتي المشكلة الأكبر في العثور على موقف، هذا في الأوقات العادية فكيف بالمواسم، إذ لا توجد مواقف عامة بالمعنى الحقيقي في جدة، عليك أن تستخدم سيارة أجرة لإيصالك إلى الموقع الذي تريد، تقذف بك هناك ثم تعود بسيارة أخرى، مشروع المواصلات العامة الموعودة به جدة الله أعلم متى يرى النور كمشروع مكتمل يخدم كل جهات جدة ويوفر الوقت والمتاعب على سكانها وزائريها.

نحن إذاً نتحدث عن ثالوث يقف عائقاً عن استمتاع سكان جدة وزائريها بمواسمها ومواقعها الجميلة. واجهة بحرية فخمة كان بالإمكان إنشاء مبنى مواقف عامة ضخم بجوارها يتسع لمئات السيارت، وكذلك في وسط جدة وكورنيشها، مواصلات عامة غائبة رغم كونها من أهم مقومات أي مدينة سياحية في العالم، وأما اختناقات شوارع جدة فإنها تحتاج إلى معجزة لا ندري متى تأتي ومن يأتي بها.


نعرف أن هناك عملا كبيرا متواصلا لتحديث مدينة جدة بمشاريع ضخمة، لكن هناك حاجات أساسية وجوهرية لتسهيل الحياة فيها وإنجاح مواسمها وتشجيع القدوم إليها. جدة غانية المدائن وتستحق أن تكون أجمل وأجمل.