-A +A
ريهام زامكه
(بونجور) يا أصدقائي؛ طلبت منكم قبل إجازتي أن لا يرسل لي أحد رسالة تجيب الهَم يقول فيها: «عيد، بأي حالٍ عُدت يا عيد»، وكُنت فعلياً ونفسياً قد عقدت العزم مع (نفسي العزيزة) على أن أقضي إجازتي تلك بمنتهى الفَرح والسعادة والحُبور.

لكن وعلى ما يبدو أن هُناك أحداً ما يحبني وقد دعا عليّ من (صماصيم) قلبه في أواخر الشهر الفضيل وقد استجاب الله لدعائه.


لذلك اسمحوا لي أن أنغص عليكم كما تنغصت، ففي الواقع أنا لا أنوي أن أكتب لكم اليوم مقالاً ساخراً لأضحككم وأنسى ما حصل معي، بل أريد أن أنكّد عليكم من باب المواساة وكما أشارككم همومكم وأكتب عنها، تشاركوني مصائبي وتقرؤوها.

أسمعكم تقولون (اخلصي علينا) ما الذي حصل؟! «ويا خبر النهار ده بفلوس بعد شويه يبقى ببلاش»!

كما تعلمون (ما يوقع إلا الشاطر) ولأني شاطرة مع مرتبة الشرف وقعت في أول أيام عيد الفطر (السعيد)، فقد كنت أقود سيارتي الحبيبة متوجهة إلى مكانٍ ما، وفجأة انتبهت لعدة رسائل كانت تصلني على (موبايلي) الواحدة تلو الأخرى وبدون توقف، ومن حُسن حظي أو سوئه -لا أدري- أمسكت بالجوال لأرى ما هي تلك الرسائل الواردة!

ثم تفاجأت بأنها رسائل من البنك تُفيد بعمليات سحب وشراء مالية دولية بمبالغ عديدة ومختلفة، وهُنا (فرملت) حتى أنقذ ما يُمكن إنقاذه من (قريشاتي) قبل أن يطير (اللصوص) بأرزاقهم! وبحثت عن بطاقتي فوجدتها بالفعل مفقودة.

اتصلت بالبنك على الفور وقلت لهم (يا جماعة الحقوني) إنني أُسرق في أول أيام العيد الواضح إنه سعيد، فقالوا لي: (يا فرحتك) ثم أوقفوا البطاقة وطلبوا مني أن أمهلهم 24 ساعة قالوا إما استطعنا خلالها أن نرد إليك مالك، وإما عليه العوض ومنه العوض والقانون لا يحمي (المستهترين)!

استسلمت و(دقيت سِلف) وأنا أشتم اللص الذي سرقني بأبشع الشتائم «غير الصالحة للنشر» بالطبع، ثم بعد ذلك وصلتني رسالة جديدة (فطارت عيوني) وخفت أن يكون اللص قد استدل على بطاقاتي الأخرى، لكني وجدتها رسالة تُفيد بوجود مخالفة مرورية لاستخدامي الجوال، فاستقبلتها بصدرٍ رحب وأنا أضحك على حالي وقلت يا هلا وسهلا تفضلي وكملي الناقص.

على كل حال؛ اعتبروا هذا المقال درساً لكم، وانتبهوا لبطاقاتكم البنكية ولا تضيعوها، ولا تتعاطون مع رسائل الاحتيال المنتشرة هذه الأيام، (بالعقل) البنوك لن ترسل لكم رسالة مشبوهة وركيكة وكلها أخطاء إملائية تقول:

«عزيز العميل، لقد تم حضر بطاقا الصراف الآلي بسبب التحديث اذا كنت توريد التحديث اتصل علا الفور».

وبعد كل هذا؛ نسيت أمراً مهماً لم أخبركم به أيضاً، فقد انكسر (ظفري) كسراً شنيعاً، وأعتقد الآن يمكنني أن أقول:

«عيد، بأي حالٍ عُدت يا عيد»، فقد تكالبت عليّ (البلاوي)، ولكن (لا تشمتي يا خدوجه أنا مسروقة وأنتِ عروجه).