-A +A
عبده خال
كل عام والجميع في خير وسعادة.

العيد فرحة، وغالباً أن هذه الفرحة ينتظرها الصغار لما تجلبه لهم من سعادة بالهدايا، وقد يكون في مقدمتها ملابس العيد واحتياجاته.


ومع ارتفاع الأسعار ارتفاعاً فاحشاً تحمّل الآباء ضغط تلك الأسعار بما يفوق مقدرة الأب على جلب الطلبات الدنيا لأبنائه.

ولو أردنا تأصيل أهمية زكاة الفطر فسنجد في جوهرها جلب الفرحة لقلوب المساكين، وفي زمنيتها الأولى (زكاة الفطر) كانت لتوفير الأكل للفقراء، ولكي لا يظهر العيد وهناك من هو جائع، واختلفت وتغيرت متطلبات الحياة بحيث أصبحت الكماليات هي من المتطلبات الأساسية، فأصبح المسكين ليس من يدخل عليه العيد وهو جائع، بل المسكين الذي يدخل عليه العيد وهو لم يحقق طلبات أسرته الضرورية.

ولو ظللنا في ليلة العيد وما تكبده الأب من جلب ملابس العيد (وخاصة ملابس البنات) فسنجد أن الارتفاعات المهولة لجمت كثيراً من الرغبات التي كان يحلم بها الأبناء، وعجز الآباء عن الإيفاء بها.

ومع زمن الاستهلاك لم تعد ملابس العيد هي الطلب الأول فقد أرفقت بها طلبات أخرى تعد ضرورية.

واليوم ونحن في أول أيام العيد لن يستطيع الكثير منا التمتع بالأماكن الترفيهية أو الذهاب إلى المطاعم، فكل الجهات تنفث ناراً حامية من الأسعار غير القابلة للمهاودة.

فأصغر أسرة لا يمكن لها الدخول لتناول وجبة غداء أو عشاء، فالفاتورة لن تقل عن ألف ريال، ( وكم في ميزانية الأسرة من ألف!)

هذا الأمر ليس حديثاً، بل تأتي المناسبات عبر السنوات الماضية بهذه الفجاجة التي تمارس من زيادة الأسعار في كل شيء.

وكتبت مراراً أن على المرء أن يعيش وفق الممكن إلا أن لدينا (جميعاً) رغبة جامحة لأن نعيش في طبقة الأغنياء حتى ولو بالدَين والاقتراض.

وفي كل سنة (ومع كل المناسبات السعيدة) أرفع المناداة بإيجاد ترفيه شعبوي يقوم بدور رئيس في استقبال الفئات غير القادرة على الإنفاق بما يتناسب مع دخولها، وأن يكون هذا الترفيه الشعبوي قادراً على إشباع المرتادين له بما يبهجهم.

يمكن لهذا الترفيه أن يلبى مطلباً ملحاً لدى الكثيرين بشرط أساسي وهو التخلي عن (الفشخرة) ورضا كل إنسان بالتمتع بما يقدر عليه، أما التعالي على الوضع المادي للأسرة والإلحاح أن يعيش الجميع في طبقة الأثرياء فهذا لن يحدث أبداً.

المهم عيدكم مبارك، وعلينا نثر الفرحة بأي صورة كانت.