-A +A
مي خالد
يقال إنه إذا كان البحر هادئاً يكون تردده الموجي واحداً على عشرة من دقات قلب الإنسان، لذا يشعر أغلب الناس عندها بالراحة والهدوء، تماماً مثلما يهدأ الطفل في رحم الأم وهو يستمع لنبضات قلب أمه.

الضجيج الذي يزعجنا من حولنا ويمنعنا من الاستماع لإيقاع الطبيعة يمكن أن نسمعه بشكل صحيح شريطة أن نطور أعضاءنا الحسية، فلا حاجة للأذن لكي ننصت للإيقاعات من حولنا ونفك اشتباكها وضجيجها، يمكن للصم أن يشعروا باهتزاز الصوت من خلال العظام أو ألواح الأرضية أو حتى عبر اهتزاز بالون يمسكونه بأيديهم.


لذا غالبا قبل أن تكتمل حواس الجنين يشعر بالاهتزاز في بطن أمه وينمو بمحاذاة إيقاع قلبها. ومع نمو الأذنين في الرحم، ينمو الطفل ليتعرف على صوت الأم ووجد أنه يستجيب لبعض الموسيقى الخارجية.

الترددات التي نسمعها ونراها لها نتائج في دماغنا، ليس فقط في كيفية تفسيرنا ولكن ما هي المشاعر التي تولدها. يوقظ الجمال في الطبيعة المشاعر بداخلنا وليس الحقائق الواقعية فقط. يمكن لقطعة موسيقية رائعة أن ترفع روحنا أو تهدئ من ضيقنا. إذا تمكنا من فهم التأثير الدائم لما نراه ونسمعه على البشر، فقد نكون أكثر دقة حول ما نضبط آذاننا عليه أو نركز رؤيتنا عليه.

الحواس هي مداخل العقل والروح والجسد، يمكن تمديدها وتطويرها أو تقليصها وتشويهها، تحدد اختياراتنا اليومية الفوائد أو أوجه القصور التي نواجهها من ذلك، والاتصال بالطبيعة شفاء.

إننا ندفن أنفسنا في المادية لدرجة أننا لم نعد نرى الشمس أو نشعر بدفئها. لقد اختبأنا في بيوت مظلمة ومغلقة لدرجة أننا لم نعد نسمع صوت الريح في الخارج.