-A +A
حمود أبوطالب
شهر رمضان الكريم له بعض الخصوصيات السلبية في كل البلدان الإسلامية وربما تبرز لدينا في أوضح تجلياتها. الزحمة، التكدس، اختناقات السير، العجلة، الزحف الجماعي في أوقات محددة، صعوبة ضبط الوقت للوصول إلى أي مكان، وبمعنى آخر نحن نتحدث عن نكد الشوارع وعجز المرور عن ضبط الأمور لتكون في أدنى حد من معاناة الناس.

هذا العام ستكون المدارس مفتوحة، بمعنى أنه ستكون لدينا زحمة في الذهاب والإياب من المدارس تضاف إلى الزحمة الكبرى التي تبدأ من بعد الظهر إلى المغرب، والزحمة الأكبر من صلاة التراويح إلى الفجر، أي أن شوارعنا ستكون مكتظة معظم ساعات النهار والليل، وذلك ما يجعلنا نطرح السؤال المتكرر كل رمضان: ما هي استعدادات جهاز المرور؟ قد يقول قائل أنتم تظلمون المرور بتحميله كل مسؤولية عذابات الشوارع، ونقول لأننا لا نستطيع تغيير تصميم الشوارع الذي اخترعه لنا مهندسون قبل زمن طويل، بعيداً عن أبجديات تخطيط المدن وحساب احتياجاتها المستقبلية، ولا نستطيع تغيير سلوكيات القيادة السيئة لدينا، وبالتالي لا يوجد لنا رجاء سوى في جهاز المرور الذي نتمنى عليه أن يكون معيناً لنا للخروج من هذا الشهر الكريم بأقل الأضرار النفسية والعقلية والجسدية بسبب فوضى السير في كل مدننا، خصوصاً الكبرى التي تكون القيادة فيها أحياناً ممارسة شبه انتحارية. في كل رمضان يجتهد المرور من أجل أن «يكحلها» لكننا نكتشف أنه «يعميها» في بعض الأحيان، أي أن خطته المرورية تكون سبباً في مضاعفة معاناة السير، فهل نأمل ببعض التحسن هذا العام؟ لعل وعسى.