-A +A
حمود أبوطالب
في حوار ولي العهد مع مجلة أتلانتك سأله المحاور: هنالك شيء يقوله الناس عنك وهو أنك حساس جداً تجاه النقد، فهل تعتقد أنك جيد في التعامل مع النقد؟ وكانت الإجابة: شكراً على هذا السؤال، لو لم أكن قادراً على التعامل مع النقد لما كنت جالساً معك اليوم أستمع لهذا السؤال. وأضاف ولي العهد في سياق الإجابة قائلاً: ما سأقوله هنا هو أنني لا أعرف من أين جاء هذا الاستنتاج، وأعتقد أن الإعلام السعودي يجب أن ينتقد عمل الحكومة، خطط الحكومة، أياً كان، لأن ذلك أمر جيد ونحن بحاجة إلى ذلك.

هذه نقطة مفصلية وفي غاية الأهمية ضمن الحوار الاستثنائي التأريخي لولي العهد، لأنها تتعلق بموضوع جوهري مطلوب في أي أداء حكومي أياً كان كما أكد ولي العهد، وإذا حاولنا معرفة كيف ولماذا نشأ هذا الاستنتاج الخاطئ فيمكن القول إن منشأه يعود للطابور المناهض لسياسات المملكة عموماً ولرؤية ولي العهد وتوجهاته الإصلاحية على وجه الخصوص، فهم يشيعون عبر وسائل ومنصات إعلامية مختلفة ما يوحي بأن نقد الأداء الحكومي في المملكة أصبح يمثل نقداً شخصياً لولي العهد وأن ذلك في نطاق الممنوع، ومن يمارسه سوف يتعرض للأذى والعقاب وإنْ بشكل غير معلن. إنها حرب تتبناها منظومة المتضررين من إصلاحات ولي العهد، وهي منظومة تبث شائعاتها من الخارج والداخل عبر بعض العملاء المستترين من الحزبيين التنظيميين ذوي الأجندات السياسية التي سقطت، وأيضاً الفاسدين الذين تضررت مصالحهم فاستخدموا أساليب ملتوية وصاروا يضعون أقنعة النزاهة والحرص على مقدرات الوطن.


وبالإضافة الى هذه الفئة هناك فئة أخرى تحاول ممارسة دور الوطنية بسذاجة ومبالغة ضارة دون أجندات مضمرة في وسائل التواصل، فقط السطحية واستعراض الوطنية الفجة ضد أي طرح مخلص يحاول الإشارة إلى خطأ أو تصحيح مسار في أداء الجهاز الحكومي، فهم يبادرون بأسلوب أهوج إلى وصم أي طرح وطني مخلص ونزيه وبنّاء بأنه ضد الرؤية الوطنية وبالتالي فهو ضد ولي العهد.

هذه الكائنات الضارة هي سبب كبير في إشاعة ذلك الفهم المغلوط الذي يردده بعض الإعلاميين من الخارج وهم يحاورون ولي العهد، ويجب تحييد ضررها لأن الوطن بحاجة إلى كل نقد بناء يساهم في تعزيز الإيجابيات وتقليص السلبيات.